وذكرت أنك جئتهم من مكة |
|
حيث الفضائل أشرف البلدان |
بإشارة حصلت إليك تعودهم |
|
لتقيم فيه عبادة الرحمن |
فأتيته ووقعت فيه بمسجد |
|
وحجبت نفسك دائم الأزمان |
وأخذت فرش مساجد فجعلتها |
|
ظلّا لمن يأتي مدى الأحيان |
وذكرت أنك لست تأكل لقمة |
|
إلا نبات الأرض والقيعان |
والسمن ليس يباح عندك أكله |
|
وكذا جميع اللحم والألبان |
هذا الكلام كلام إفك ما له |
|
جسد يقوم به ولا رجلان |
خالفت فيه شريعة وطبيعة |
|
حتى بقي نوعا من الهذيان |
لا يستقيم على قواعد ديننا |
|
لو تسأل العلما ذوي الأديان |
فاسمع مقالة ناصح ، لا تستمع |
|
قول الكذوب الخادع الخوّان |
قل بالصحيح ولا تخادع مسلما |
|
وتغشه بالزور والبهتان |
لو كان ثمّ بأرض قوّر عالم |
|
يدري بكل دسائس الشيطان |
ما كنت تركن نقطة مما جرى |
|
لكن بقيت بقوّر وحداني |
تروي لهم فيصدقوا ما قلته |
|
إذ ليس عندهم دليل بيان |
والآن حصحص كل حق فاستمع |
|
فأنا لكم من أنصح الإخوان |
لا تستخف بهم فهم منا ولو |
|
كنا بعيدا وانت منهم دان |
الكنز لست بعالم بمكانه |
|
والله قد أخفى على الإنسان |
علم الغيوب ولو علمت مكانه |
|
كانت كنوز الملك أقوى شان |
والجن ليس تطيق تصحب واحدا |
|
منهم ولا حينا من الأحيان |
إن كان صدقا قل لهم يتخطفوا |
|
من كافر حربيّ أو نصران |
شيئا تقيم به المعاش وتكتفي |
|
طول المدى وتعيش عيشة هاني |
والأربعون شروطها معروفة |
|
بدفاتر العلما ذوي الإيمان |
وزيادة العشرين هذا مذهب |
|
مستخرج من دفتر الشيطان |
وصيامها متواصلا متتابعا |
|
كذب لأن الجوع كالنيران |
في الجوف لهبته يثور أجاجها |
|
نارا بغير سخائم ودخان |