العوفي ، حدّثني أبي سعد بن محمّد بن الحسن بن عطيّة (١) ، حدّثني أبي ، عن جدّي عطيّة بن سعد ، عن ابن عبّاس قال :
كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليأخذ منهم الصدقات ، وإنه لما أتاهم الخبر فرحوا ، وخرجوا ليتلقوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وإنه لمّا حدّث الوليد أنهم خرجوا يتلقونه رجع إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله إن بني المصطلق قد منعوا الصدقة ، فغضب رسول الله صلىاللهعليهوسلم من ذلك غضبا شديدا ، فبينما هو يحدّث نفسه أن يغزوهم إذ أتاه الوفد فقالوا : يا رسول الله إنا حدّثنا أن رسولك رجع من نصف الطريق ، وإنا خشينا أن يكون إنما ردّه كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا ، وإنّا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، وإن رسول الله صلىاللهعليهوسلم استعتبهم وهمّ بهم ، فأنزل الله يحذّرهم في الكتاب فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) [١٢٩٦٨].
وروي من وجه آخر.
أخبرناه أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أخبرنا شجاع بن علي ، أخبرنا أبو عبد الله ابن مندة ، أخبرنا الحسين بن الحسن بن أيّوب الطوسي ، حدّثنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد ابن أبي ميسرة ، حدّثنا يعقوب بن محمّد الزهري ، حدّثنا عيسى بن الحصين بن كلثوم بن علقمة بن ناجية الخزاعي ، عن جدّه كلثوم بن علقمة ، عن أبيه.
أنه كان في وفد بني المصطلق حين قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال : وبعث إلينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط يصدّق أموالنا ، حتى إذا كان قريبا منّا بعد وقعة المريسيع (٢) رجع ، فركبوا في أثره ، قال : وسقنا طائفة من صدقاتنا فقدم فقال : يا نبي الله ، أتيت قوما في جاهليتهم ، جددوا القتال ومنعوا الصدقة فلم يسر ذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، حتى أنزل الله عزوجل : (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) [١٢٩٦٩].
قال ابن مندة : رواه يعقوب بن حميد ، عن عيسى بن الحصين نحوه.
أخبرناه أبو الفضل محمّد بن إسماعيل بن الفضل الفضيلي ، أخبرنا أبو القاسم أحمد ابن محمّد بن محمّد الخليلي ، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمّد الخزاعي ، أخبرنا
__________________
(١) كذا بالأصل وم ، وزيد بعدها في «ز» : حدّثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية.
(٢) المريسيع : ماء لبني المصطلق ، من ناحية قديد إلى الساحل (سيرة ابن هشام ٣ / ٣٠٢).