العزيز تحت المنبر ، فقال الوليد في خطبته : (يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ) ، وضم التاء (١) ، فقال عمر بن عبد العزيز : يا ليتها كانت عليك وأراحتنا منك.
أخبرنا أبو العزّ السلمي ـ مناولة وإذنا وقرأ عليّ إسناده ـ أخبرنا محمّد بن الحسين ، حدّثنا المعافى بن زكريا ، حدّثنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا أبو أحمد البربري قال : قال أبو أيوب بن أبي شيخ ، وقال أبو الزناد : كان الوليد بن عبد الملك بن مروان لحانا ، كأني أسمعه على منبر النبي صلىاللهعليهوسلم وهو يقول : يا أهل المدينة (٢).
قال : وقال عبد الملك بن مروان لرجل من قريش : إنك لرجل لو لا أنك تلحن فقال : وهذا ابنك الوليد يلحن ، قال : لكن ابني سليمان لا يلحن ، قال الرجل : وأخي فلان لا يلحن ، قال أبو أيوب : كان ربيعة الرأي لحانا ، ومالك بن أنس لحانا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا أبو بكر بن الطبري ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا أبو علي بن صفوان ، أخبرنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن إسحاق بن زياد الباهلي ، حدّثني محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الخزاعي ، عن أبي عامر الهذلي قال : دخل سليمان بن عبد الملك على الوليد بن عبد الملك وهو يجود بنفسه فلما نظر إليه قال : أجلسوني ، فأجلس فقال متمثلا (٣) :
وتجلّدي للشامتين أريهم |
|
أنّي لريب الدّهر لا أتضعضع (٤) |
فقال سليمان :
وإذا المنية أنشبت أظفارها (٥) |
|
ألفيت كلّ تميمة لا تنفع |
أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أخبرنا أبو عمرو بن مندة ، أخبرنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أخبرنا أبو الحسن اللنباني (٦) ، حدّثنا ابن أبي الدنيا قال : حدّثني هارون بن سفيان ، حدّثنا محمّد بن عمر قال موسى بن أبي بكر العدوي : حدّثنا قال :
__________________
(١) في سير أعلام النبلاء ٤ / ٣٤٨ ولم يعزها.
(٢) تاريخ الإسلام (٨١ ـ ١٠٠) ص ٤٩٩.
(٣) البيتان لأبي ذؤيب الهذلي ، شرح أشعار الهذليين ١ / ٨ و ١٠ من قصيدة مطلعها :
أمن المنون وريبها تتوجع |
|
والدهر ليس بمعتب من يجزع |
(٤) أتضعضع : أتكسر.
(٥) ليس للمنية أظفار ، قال الأصمعي : هذا مثل. وأنشبت أظفارها : أي لا تفارق ، كالسبع إذا أخذ لا يفارق حتى يعض.
(٦) تحرفت بالأصل وم و «ز» إلى : اللبناني ، بتقديم الباء.