لقد كنت يا عوف ابن شيخ لمن |
|
نعى حكاكا وليثا شرّه متبادر |
سأترك بكرا كلها (١) لابن خيرها |
|
فعالا لشيخ إذ نجز الدوائر |
حمى عرضه شيخ يجود يمينه |
|
كذلك حامت أولوه الأكابر |
بني يشكر إنّي وهبت طوائلي |
|
لكم إنّكم قوم كرام معاور |
وإنّ لعوف عند قومي أياديا |
|
سأشكرها إنّ المهذب شاكر |
وإن دمي يا قوم لا شكر عنده |
|
وعرضي على شكري ليشكر وافر |
فلما بلغ هذا الشعر عوفا بعث إليه بجارية وفرس وغلام وأربعة آلاف درهم ، وقال : إن مثل أبي حزانة فليتخذ المعروف ، ولقد استقلناه فأقالنا ، وحبوناه فشكرنا ، وألفيناه وفيا كريما.
وذكر أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا الحسن بن الحسين الأزدي ، حدّثنا العباس بن محمّد ، عن عمرو بن الحارث بن الوليد بن عمير بن أبي سعد مولى بني جمح ، حدّثني محمّد بن سلام ، قال :
قال أبو حزانة وهو من بني ربيعة بن حنظلة ليزيد بن المهلّب : كيف أصبحت ، أصلح الله الأمير؟ قال : قال : كما تحب يا أبا حزانة ، قال : لو كنت كذاك كنت قائما مثلي ، وكنت أنا قاعدا في مقعدك ، وكان قميص ابني المرقوع على ابنك ، والتومتان (٢) اللتان في أذن ابنك على ابني ، قال يزيد : فالحمد لله الذي جعلك كذا ، وجعلني كذا ، فقال : إلّا أنني في ضيق أنتظر سعة ، وأنت في سعة تنتظر ضيقا.
قرأت في كتاب بعض أهل العلم حدّثني أبو عبد الله اليزيدي ، حدّثني أحمد بن الجراب الحرار قال : قال أبو الحسن المدائني :
كان أبو حزانة بسجستان فقدم عليه ابن عمّ له أعرابي ، فدعا بغدائه ، فقام الأعرابي للخلاء ، فصعد سطحا فرأى كوة في وسط السطح ، فظنّ أنها مخرج ، فجلس فقضى حاجته على مائدة القوم ، فأمر بها أبو حزانة فرفعت ، ونزل الأعرابي فقال : أين غداؤكم؟ قال (٣) له أبو حزانة : أفسده علينا عشاؤك.
__________________
(١) الأصل وم : كهلا ، والمثبت عن «ز».
(٢) التومتان مثنى تومة ، والتومة : اللؤلؤة.
(٣) الأصل وم : وقال ، والمثبت عن «ز».