وسمى عامر الجادر لأنه بنى جدارا للكعبة ، كان وهى من سيل أتى أيام ولاية جرهم البيت.
وكان عامر تزوج منهم بنت الحارث بن مضاض ، وقيل لولده الجدرة لذلك.
وذكر الشرفى بن القطامى ، أن الحاج كانوا يتمسحون بالكعبة ويأخذون من طينها وحجارتها تبركا بذلك ، وأن عامرا هذا كان موكلا بإصلاح ما شعث من جدرها ، فسمى الجادر. والله أعلم.
وسعد بن سيل جد قصى بن كلاب ، وهو أول من حلى السيوف بالفضة والذهب ، وأهدى إلى كلاب بن مرة مع ابنته فاطمة سيفين محليين ، فجعلا فى خزانة الكعبة.
وقصى هو الذي جمع الله به قريشا ، وكان اسمه زيدا ، فسمى مجمعا لما جمع من أمرها. وسمى قصيا لتقصيه عن بلاد قومه مع أمه فاطمة بعد وفاة أبيه كلاب بن مرة.
وحديثه فى ذلك طويل ، وسنذكره إن شاء الله عند ذكر ولايته البيت ، وهناك نذكر مآثره وعظيم غنائه فى إقامة أمر قومه ، إن شاء الله ، فإن القصد هنا الإيجاز ما أمكن فى إيراد هذا النسب المبارك ، لتحصل لسامعه الفائدة بانتظامه واتصاله ، ولا يضل ذلك عليه بما تخلل أثناءه من القواطع التي تباعد بين أطرافه.
فولد قصى بن كلاب أربعة نفر وامرأتين (١) :
عبد مناف ، وعبد الدار ، وعبد العزى ، وعبدا ، وتخمر ، وبرة.
وأمهم جميعا حبى بنت حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعى.
وساد عبد مناف فى حياة أبيه ، وكان مطاعا فى قريش ، وهو الذي يدعى القمر لجماله ، واسمه المغيرة.
ذكر الزبير عن موسى بن عقبة ، أنه وجد كتابا فى حجر ، فيه : أنا المغيرة بن قصى ، آمر بتقوى الله وصلة الرحم.
وإياه عنى القائل بقوله :
كانت قريش بيضة فتفلقت |
|
فالمح خالصه لعبد مناف |
فولد عبد مناف أربعة نفر : هاشما ، وعبد شمس ، والمطلب ، ونوفلا (٢).
__________________
(١) انظر : السيرة (١ / ١٠٣ ـ ١٠٤).
(٢) انظر : السيرة (١ / ١٠٤).