قال : يستغفرنى
مستغفرهم فأغفر له ، ويدعونى داعيهم فأستجيب له.
قال : يا رب
فاجعلهم من أمتى.
قال : نبيهم منهم.
قال : يا رب
فاجعلنى منهم.
قال : تقدمت
واستأخروا.
قال الزبير :
وحدثني على بن المغيرة قال : لما بلغ بنو معد عشرين رجلا أغاروا على عسكر موسى عليهالسلام ، فدعا عليهم فلم يجب فيهم ، ثم أغاروا ، فدعا عليهم فلم
يجب فيهم ، ثلاث مرات.
فقال : يا رب ،
دعوتك على قوم فلم تجبنى فيهم بشيء.
فقال : يا موسى ،
دعوتنى على قوم منهم خيرتى فى آخر الزمان.
وأما نزار بن معد
، واسمه مشتق من النزر وهو القليل ، فيقال : إن أباه معدا لما ولد له نظر إلى نور
بين عينيه ، ففرح لذلك فرحا شديدا ، ونحر وأطعم ، وقال : إن هذا كله لنزر فى حق
هذا المولود.
وما كان الذي رآه
إلا نور النبوة ، الذي لم يزل ينتقل فى الأصلاب ، حتى انتهى إلى نبينا محمد صلىاللهعليهوسلم ، فطبق الأرض نورا ، وهدى الله به من أراد سعادته من عباده
، صراطا مستقيما.
وكل هذه الأنوار
والآثار شاهدة له ـ عليهالسلام ـ بعظيم عناية الله ، وكريم المكانة عنده ، فلم تزل بركته صلىاللهعليهوسلم متعرفة فى آبائه الماضين ، وظاهرة على أسلافه الأكرمين ،
تشير المخايل اللائحة فيهم إليه ، وتدل الدلائل الواضحة فى أوليتهم عليه ، صلوات
الله وبركاته عليه.
فولد نزار بن معد
: مضر وربيعة وأنمارا وإيادا ، وإليه دفع أبوه حجابة الكعبة فيما ذكر الزبير. وأمه
سودة بنت عك بن عدنان.
وقيل هى أم مضر
خاصة ، وأم إخوته الثلاثة أختها شقيقة ابنة عك بن عدنان.
وقد قيل : إن
إيادا شقيق لمضر ، أمهما معا سودة.