المسجد الأعظم؟!
والعجب أنّهم يروون أنّه يحثّ على اللهو في مسجده!! ..
ويروي البخاري في باب رفع الصوت في المساجد ، من كتاب الصلاة ، عن السائب ، قال : « كنت قائما في المسجد فحصبني رجل ، فإذا عمر بن الخطّاب ، فقال : اذهب فأتني بهذين ؛ فجئته بهما.
قال : من أنتما؟ ـ أو : من أين أنتما؟ ـ.
قالا : من أهل الطائف.
قال : لو كنتما من أهل هذا البلد لأوجعتكما ، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟! » (١).
ولكن لا عجب ، فإنّهم ينسبون تلك الخلاعة القبيحة إلى صفوة الله من خلقه ، ويزعمون أنّ عمر في منتهى الغيرة ، حتّى إنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يدخل في المنام قصر عمر في الجنّة رعاية منه لغيرة عمر (٢)!
وذلك كلّه ممّا يكشف عن حال رجالهم وأخبارهم .. فانظر وتبصّر!
الخامس : إنّ راوي تلك الأخبار ـ التي زعموا دلالتها على إباحة اللهو ـ هو : عائشة ، إلّا ما قلّ عن غيرها ، ومن الواضح أنّها متّهمة بإرادة
__________________
و ٢٦٠٠ ، مسند أحمد ٣ / ٤٣٤ ، المعجم الكبير ٢ / ١٣٩ ـ ١٤٠ ح ١٥٩٠ وج ٣ / ٢٠٤ ح ٣١٣١.
(١) صحيح البخاري ١ / ٢٠٣ ح ١٢٩ ، وانظر : السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٢ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨.
(٢) صحيح البخاري ٥ / ٧٥ ذ ح ١٧٦ وج ٧ / ٦٤ ح ١٥٥ و ١٥٦ وج ٩ / ٧٠ ـ ٧١ ح ٤٠ و ٤١ ، صحيح مسلم ٧ / ١١٤ ، مسند أحمد ٣ / ٣٧٢ وص ٣٨٩ ـ ٣٩٠ ، مسند أبي يعلى ٣ / ٤٦٧ ح ١٩٧٦ وج ٤ / ١٣ ح ٢٠١٤ وص ٥١ ح ٢٠٦٣ ، مسند الطيالسي : ٢٣٨ ح ١٧١٥ ، المصنّف ـ لابن أبي شيبة ـ ٧ / ٤٨١ ح ٢٥ و ٢٦.