قالت : « كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأبي ، فأضع ثوبي فأقول : إنّما هو زوجي وأبي ، فلمّا دفن عمر معهم فو الله ما دخلت إلّا وأنا مشدودة عليّ ثيابي حياء من عمر ».
ولا أدري أين ذهب هذا الحياء من الأموات عنها يوم الجمل ، وهي تلفّ الألوف بالألوف من الأحياء؟!
الرابع : إنّ اللهو والصياح منافيان لحرمة المساجد ووضعها ، فكيف يرضى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بهما ، ويمكّن منهما فيها أهل اللهو والطرب؟! قال الله تعالى : ( إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) (١).
فهل كان من عمرانها اللعب والغناء؟!
وروى القوم في صحاحهم أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « من سمع رجلا ينشد ضالّة في المسجد فليقل : لا ردّها الله عليك ؛ فإنّ المساجد لم تبن لهذا » (٢) ..
وإنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم نهى عن تناشد الأشعار في المسجد (٣) ، وأن تقام فيه الحدود (٤) ، وأن ترفع فيه الأصوات ، فكيف يرضى بإعلان اللهو والغناء في
__________________
(١) سورة التوبة ٩ : ١٨.
(٢) صحيح مسلم ٢ / ٨٢ ، سنن ابن ماجة ١ / ٢٥٢ ح ٧٦٧ ، سنن أبي داود ١ / ١٢٥ ح ٤٧٣ ، مسند أحمد ٢ / ٣٤٩ ، صحيح ابن خزيمة ٢ / ٢٧٣ ح ١٣٠٢ ، مسند أبي عوانة ١ / ٣٣٩ ح ١٢١٢ و ١٢١٣ ، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ ٢ / ٤٤٧ وج ٦ / ١٩٦ وج ١٠ / ١٠٢.
(٣) انظر : سنن الترمذي ٢ / ١٣٩ ح ٣٢٢ ، سنن ابن ماجة ١ / ٢٤٧ ح ٧٤٩ ، سنن النسائي ٢ / ٤٨ ، السنن الكبرى ـ للنسائي ـ ١ / ٢٦٢ ح ٧٩٤ ، صحيح ابن خزيمة ٢ / ٢٧٤ ح ١٣٠٤.
(٤) انظر : سنن الترمذي ٤ / ١٢ ح ١٤٠١ ، سنن ابن ماجة ٢ / ٨٦٧ ح ٢٥٩٩