فإنّ قوله : « ليس بالذي تذهبون إليه » دالّ على معروفية نزولها في عليّ وفاطمة والحسن والحسين بين أهل الصدر الأوّل ، ولذا احتاج عكرمة إلى أن ينادي في الأسواق بنزولها في الأزواج ، كما في « الصواعق » (١).
واحتاج إلى أن يقول : « من شاء باهلته أنّها في أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم » كما في « الدرّ المنثور » (٢).
وقد اجتهد في إطفاء أنوار آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم .. ( وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ ) (٣).
ثمّ إنّه لا ريب بدلالة الآية الكريمة على عصمتهم عن جميع الذنوب مطلقا ؛ لإطلاق الرجس فيها مع معونة بعض الأخبار السابقة ، حيث
قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فيه : « فأنا وأهل بيتي مطهّرون من الذنوب » (٤) ..
فإنّ الذنوب جمع محلّى باللام ، وهو يفيد العموم ، ولأنّ الآية الشريفة دالّة على مدحهم والعناية العظمى بشأنهم ، ولا يحسن مثله ، ـ بحيث أنزل الله تعالى به قرآنا يتلى إلى آخر الدهر ـ إلّا بعصمتهم وطهارتهم عن كلّ ذنب ، لا عن خصوص الشرك وكبائر الفواحش كما زعمه الفضل ، ولا سيّما وهو ممّا يشاركهم فيه كثير من المؤمنين! ..
فكيف يخصّهم بالثناء ويأتي بما يفيد الحصر؟!
وأمّا ما استند إليه الفضل من سبق قوله تعالى : ( فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي
__________________
(١) الصواعق المحرقة : ٢٢١.
(٢) الدرّ المنثور ٦ / ٦٠٣.
(٣) سورة التوبة ٩ : ٣٢.
(٤) الدرّ المنثور ٦ / ٦٠٥ ـ ٦٠٦.