وقد يستدلّ لهم بما رواه أحمد في مسنده (١) ، عن أمّ سلمة ، من حديث ذكرت فيه أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم اجتبذ من تحتها كساء خيبريا ، فلفّه عليه وعلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، وأخذ بشماله طرفي الكساء ، وألوى بيده اليمنى إلى ربّه عزّ وجلّ ، ودعا لهم بالتطهير ثلاثا.
قالت : قلت : يا رسول الله! ألست من أهلك؟!
قال : بلى ، فادخلي في الكساء.
قالت : فدخلت في الكساء بعد ما قضى دعاءه لابن عمّه وابنيه وابنته فاطمة
وفيه ـ مع ضعف سنده بجماعة ، منهم : شهر بن حوشب ، الذي سبق بعض ترجمته في المقدّمة (٢) _ :
إنّ المراد : أنّها من أهله دون أن تشملها آية التطهير ، ولذا جذب الكساء من تحتها وخصّهم بدعائه ، فهي من أهله بوجه التجوّز ؛ لأنّها من المطيعات لله تعالى ، وله ، أو من أهل بيت سكناه.
فاتّضح أنّ الآية الكريمة مختصّة بالخمسة الطاهرين ، أو الأربعة ، وقد كان هذا معروفا في الصدر الأوّل.
وإنّما حدث الخلاف من عكرمة الكذّاب الخارجي (٣) وأشباهه ، كما يشهد له ما في « الدرّ المنثور » ، عن ابن جرير وابن مردويه ، عن عكرمة ، ـ في الآية ـ ، قال : ليس بالذي تذهبون إليه ، إنّما هو نساء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤).
__________________
(١) ص ٢٩٨ من الجزء السادس. منه قدسسره.
(٢) انظر : ج ١ / ١٤٣ رقم ١٤٠ من هذا الكتاب.
(٣) راجع ترجمته في ج ١ / ١٩١ رقم ٢٢٤ من هذا الكتاب.
(٤) الدرّ المنثور ٦ / ٦٠٣.