ولا يخلص منهم إلّا مثل همل النعم (١) ..
وبأنّ الأمّة ستغدر بأمير المؤمنين (٢) ..
.. إلى غير ذلك.
فكيف مع هذا كلّه يمكن لأمير المؤمنين عليهالسلام منازعة القوم ، وإن كان أحسب وأنسب وأكثر قبيلة وقائم الدين؟! إذ ليس هو بأعظم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا ترك الحرب بمكّة وفي أوائل الهجرة ويوم صلح الحديبية ، وقد كان أكثر ناصرا من أمير المؤمنين عليهالسلام!
على أنّ أمير المؤمنين قد نازعهم لكن بغير الحرب ، فقد امتنع مدّة من بيعتهم حتّى قهروه وأرادوا حرق بيته ، وجمع أعوانا في داره حتّى تهدّدهم عمر (٣).
وحمل الزهراء والحسنين ليلا مستنصرا بوجوه المسلمين فلم ينصروه ، كما رواه ابن قتيبة (٤).
__________________
(١) تقدّم تخريج ذلك مفصّلا في ج ٢ / ٢٧ ه ١ ، وانظر : الصفحة ٢١٢ ـ ٢١٣ ه ١ من هذا الجزء.
(٢) كما رواه الحاكم في المستدرك ص ١٤٠ من الجزء الثالث وصحّحه [ ٣ / ١٥٠ ح ٤٦٧٦ ، وانظر : ص ١٥١ ح ٤٦٧٧ وص ١٥٣ ح ٤٦٨٦ ووافقه الذهبي عليها كلّها ]. منه قدسسره.
وانظر : التاريخ الكبير ـ للبخاري ـ ٢ / ١٧٤ رقم ٢١٠٣ ، الغارات ـ للثقفي _ : ٣٣٥ ، الكنى والأسماء ـ للدولابي ـ ١ / ١٠٤ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٥٠ ح ٤٦٧٣ ، تاريخ بغداد ١١ / ٢١٦ رقم ٥٩٢٨ ، مجمع الزوائد ٩ / ١١٨ ، كنز العمّال ١١ / ٦١٧ ح ٣٢٩٩٧.
(٣) مصنّف ابن أبي شيبة ٨ / ٥٧٢ ح ٤ ، الإمامة والسياسة ١ / ٣٠ ، تاريخ اليعقوبي ٢ / ١١ ، تاريخ الطبري ٢ / ٢٣٣ ، العقد الفريد ٣ / ٢٧٣ ، المغني ـ للقاضي عبد الجبّار ـ ٢٠ ق ٢ / ٢٦٩ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ٦ / ٤٨.
(٤) في كتابه : الإمامة والسياسة ص ١٣ [ ١ / ٢٩ و ٣٠ ]. منه قدسسره.