مبعثه إلى يوم وفاته.
مضافا إلى حسدهم ؛ لعلوّ مقامه وظهور فضله ، وتعظيم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إيّاه ، وتقريبه إليه بالأخوّة والمصاهرة على بضعته سيّدة النساء ، وتخصيصه له بالمنازل العظمى ، كالمباهلة به وبآله ، وجعله مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
.. إلى غير ذلك ممّا يظهر به مكانته السامية وشرفه الباهر عند الله وعند رسوله والناس.
هذا ، مع رجاء كثير منهم للإمرة بعد أبي بكر ، فإنّه إذا وليها أبو بكر وهو أدناهم شرفا ، كانوا إليها أقرب ، وبها أطمع ، بخلاف ما لو وليها أمير المؤمنين عليهالسلام ، فإنّها تستقرّ في بيته ، كما يشهد له قول المغيرة لأبي بكر وعمر عند موت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وسّعوها في قريش تتّسع! .. فقاما إلى السقيفة » ، حكاه في ( شرح النهج ) (١) ، عن أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري.
وما في كتاب « الإمامة والسياسة » في باب إمامة أبي بكر وإباء عليّ عليهالسلام من بيعته ، من حديث قال فيه عليّ لعمر : « احلب حلبا لك شطره ، [ و ] اشدد له اليوم أمره ليردّه عليك غدا » (٢).
ومثله في ( شرح النهج ) نقلا عن الجوهري (٣).
هذا حال قريش ..
وأمّا الخزرج ، فقد كانوا أوّل الحال يطلبونها لأنفسهم ، وبعد أن
__________________
(١) ص ١٨ من المجلّد الثاني [ ٦ / ٤٣ ]. منه قدسسره.
(٢) الإمامة والسياسة ١ / ٢٩.
(٣) ص ٥ من المجلّد الثاني [ ٦ / ١١ ]. منه قدسسره.