كافة أقطار العالم الإسلامي واخذوا يهولون الأمور عن ممتلكات الامام وبالخصوص عندما وشى يحيى البرمكي على أن الامام يعمل في طلب الخلافة لنفسه وقد كتب الى قواعده وكوادره في سائر الأقطار الإسلامية يدعوهم الى نفسه ويحفزهم ويشجعهم على الثورة والتمرد ضد السلطة الحاكمة وكان من جراء ذلك أن سجن الامام الكاظم عليهالسلام ليعزله عن شيعته ومحبيه فلذا بقي الامام لعله أكثر من ست عشرة سنة يعاني الحبوس ينتقل من حبس الى آخر حتى سئم الامام من الحبوس ومراقبة الشرطة وإجراءات الدولة الظالمة حتى مرض وهزل جسمه كل ذلك لا يثنيه من مواصلة سيرته الجهادية ومصارعة الزعامة المنحرفة.
وقد أرسل عليهالسلام من السجن رسالة الى هارون الرشيد يعرب فيها عن سخطه هذا نصها : « يا هارون انه لن ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك يوم من الرخاء حتى نفنى جميعاً الى يوم ليس له انقضاء وهناك يخسر المبطلون ».
وكما بينا انه عانى من السجن وهو ينتقل من سجن لآخر حتى انتهت الحياة بسقيه السم وهو في السجن فقضى عليه لينتهي دوره ونشاطه السياسي المعارض للدولة والحكومة ورجالها وقد مضى وهو مطمئن القلب انه أدى رسالته وبكل أمانة فعاش مظلوماً ومات سعيداً شهيداً وكانت وفاته سنة ١٨٣ هـ في الخامس والعشرين من شهر رجب.
فسلام عليك يا مولاي يا باب الحوائج يا موسى بن جعفر