عندما تجد الظلم والاستبداد لا ترضى على الهوان ولا تسمح للحكام أن تتمادى في غيّها وهتك الحرمات والمقدرات هذا جانب وجانب آخر يلاحظون أن الناس ملتفين حول إمامهم والعامة قلوبهم معهم لأحقيتهم بالحكم ولهذه الأسباب نشاهد ملاحقة الحكام وأعوانهم للعلويين والطالبيين وعلى رأسهم عميدهم حتى قال مراراً موسى الهادي قتلني الله إن لم اقتل ذلك ويقصد الامام.
وجاء دور هارون الرشيد في هذه الفترة الزمنية صارت الدكتاتورية الفردية جليّة وواضحة فصار الناس كلهم وما يملكون عبيداً للخليفة الحاكم وذلك لتسلط الحكام على الرقاب ومعاملة الناس بالقسوة وسوء العذاب من اجل تثبيت حكمهم فلذا المقرب للحاكم هو أكثر ولاءً إليه ويعلن عداءه لأهل بيت النبي عليهمالسلام وفعلاً أودع الامام الكاظم عليهالسلام في هذه الفترة أكثر من مرّة السجون ورفض الخروج منها ليعلن الى الملأ والأمة انه لا زال في صراع مستمر من الحكام ويعدّهم غير شرعيين فلذا كابد ما كابد من صنوف التعذيب هو وشيعته من أنصار الهدى والصلاح والخير وهكذا كان صراع أهل بيت النبي عليهمالسلام مع الحكام طيلة هذه الفترات حتى ضاقت المحابس بهم وقد تفنن الحكام في اضطهادهم والقضاء عليهم حتى قيل انه بنوهم أحياء داخل اسطوانات فهذه محنة العلويين وظلم العباسيين وكان الامام الكاظم عليهالسلام ضحية طيش الرشيد وبطشه والقصة معروفة بقتله ونستخلص من هذه الفترة السياسية من حياة الامام الكاظم عليهالسلام ما يلي :
١
ـ استمرار لمنهجيّة والده الامام الصادق عليهالسلام
وجده الامام الباقر عليهالسلام في التخطيط الفكري
والتوعية العقائدية ومواجهة الاتجاهات المعاكسة المنحرفة والنحل الدينية التي نشأت ضد تلك المدرسة وكانت تحمل أفكاراً هدامة ملحدة تبث سمومها بين الناشئة فكان له