أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصفّار ، نا محمّد النضر الأصبهاني ، نا بكر بن بكّار ، نا البراء بن عبد الله ، نا الحسن بن أبي الحسن البصري قال :
لما حضرت معاذ الوفاة جعل يبكي ، قال : فقيل له : أتبكي وأنت صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وأنت ، وأنت ، فقال : ما أبكي جزعا من الموت إن حلّ بي ، ولا دنيا تركتها بعدي ، ولكن إنّما هما القبضتان ، قبضة في النار ، وقبضة في الجنّة ، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا ابن أبي الدنيا ، أنا محمّد بن عبد الله الأردني (١) ، نا أسد بن راشد ، عن البراء بن عبد الله ، أو ابن بريدة ، أراه عن الحسن.
إن معاذ بن جبل لما احتضر دخل عليه وهو يبكي ، فقيل : ما يبكيك؟ قد صحبت محمّدا (٢) والأحبة ، فقال : ما أبكي جزعا من الموت إن حلّ بي ، ولا على دنيا أتركها بعدي ، ولكن بكائي أنّ الله قبض قبضتين فجعل واحدة في الجنّة وواحدة في النار ، فلا أدري في أيّ القبضتين أكون.
قال : ونا ابن أبي الدنيا ، حدّثني الفضل بن إسحاق بن حبان ، نا أبو قتيبة ، عن البراء الغنوي ، سمع الحسن يقول :
دخل علي معاذ وهو بالموت فبكى فقيل : ما يبكيك؟ قال : ما أبكي على الموت إن حلّ بي ، ولا على دنيا أخلّفها ، ولكن هما قبضتان : قبضة في الجنّة وقبضة في النار ، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا.
أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أبي بكر ، أنا الفضيل بن يحيى ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن عقيل بن الأزهر ، نا أبو عبيد الله الورّاق ، نا أبو داود ، نا البراء بن يزيد الغنوي ، نا الحسن قال :
لما حضر معاذا الوفاة بكى ، فقيل له : ما يبكيك؟ قال : أبكي إنّما هما قبضتان : قبضة في الجنّة ، وقبضة في النار ، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا.
__________________
(١) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» ، وم : الأزدي.
(٢) بالأصل : «محمد.» والمثبت عن «ز» ، ود ، وم.