أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، وأخوه (١) أبو بكر المعدلان ، قالا : أنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد ، أنا يحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي (٢) ، أنا عبد الله بن محمّد بن الحسن ، أنا عبد الله بن هاشم ، نا وكيع ، نا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله ابن سلمة ، عن معاذ قال :
كيف أنتم عند ثلاث : دنيا تقطع رقابكم ، وزلّة عالم ، وجدال منافق بالقرآن ، قال : فسكتوا ، فقال معاذ بن جبل : أما دنيا تقطع رقابكم فمن جعل الله غناه في قلبه فقد هدي ومن لا فليس بنافعته دنياه ، وأمّا زلة عالم فإن اهتدى فلا تقلدوه (٣) دينكم ، وإن فتن فلا تقطعوا منه أناتكم ، فإنّ المؤمن يفتن ثم يفتن ثم يتوب ، وأما جدال منافق بالقرآن فإنّ للقرآن منارا كمنار الطريق لا يكاد يخفى على أحد ، فما عرفتم فتمسكوا به ، وما أشكل عليكم فكلوه إلى عامله.
أخبرنا (٤) أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو عبد الله الصفّار ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني هارون بن عبد الله ، نا سعيد بن عامر ، عن عون بن معمر قال :
كان معاذ بن جبل له مجلس يأتيه فيه ناس من أصحابه فيقول : يا أيها الرجل ، وكلكم رجل ، اتّقوا الله ، وسابقوا الناس إلى الله ، وبادروا أنفسكم إلى الله تعالى الموت ، وليسعكم بيوتكم ، ولا يضركم أن لا يعرفكم أحد (٥).
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنا أبو نعيم (٦) ، نا سليمان بن أحمد ، نا سهل بن موسى ، عن عمرو بن علي قال : سمعت عون بن بكر الراسبي يحدّث عن ثور بن يزيد قال :
كان معاذ بن جبل إذا تهجد من الليل قال : اللهمّ قد نامت العيون ، وغارت النجوم ، وأنت حيّ قيّوم ، اللهم طلبي للجنة بطيء ، وهربي من النار ضعيف ، اللهم اجعل لي عندكم هدى ترده إلى يوم القيامة ، إنك لا تخلف الميعاد.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا عبد الله ابن محمّد بن سعيد بن محارب الأوسي الإصطخري ، نا أبو خليفة ، نا عبد الرّحمن بن أخي
__________________
(١) مكانها بياض في «ز».
(٢) مكانها بياض في «ز».
(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، ود ، وم.
(٤) كتب فوقها في «ز» ، ود : ملحق.
(٥) كتب بعدها في «ز» ، ود : إلى.
(٦) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ١ / ٢٣٣.