ح وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، وأبو بكر بن إسماعيل قالا : نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن.
قالا : أنا عبد الله بن المبارك (١) ، أنا محمّد بن مطرف ، نا أبو حازم عن عبد الرّحمن بن سعيد بن يربوع مالك الدار (٢).
أن عمر بن الخطّاب أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرّة ثم قال للغلام : اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجرّاح ، ثم تله ساعة (٣) في البيت حتى تنظر ما يصنع ، فذهب بها الغلام إليه ، فقال : يقول لك أمير المؤمنين : اجعل هذه في بعض حوائجك ـ وقال أبو بكر حاجتك ـ فقال : وصله الله ورحمه ، ثم قال : تعالي يا جارية ، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان ، وبهذه الخمسة إلى فلان ، حتى أنفذها ، فرجع الغلام إلى عمر ـ زاد أبو غالب : بن الخطاب ـ فأخبره ، ووجده قد أعدّ مثلها لمعاذ بن جبل ، قال : اذهب بها إلى معاذ بن جبل ، وتله في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع ، فذهب بها إليه قال : يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك ، فقال : وصله الله ورحمه ، تعالي يا جارية ، اذهبي إلى ـ زاد أبو بكر : بيت ، وقالا : ـ فلان بكذا ، وإلى بيت فلان بكذا ، وإلى بيت فلان بكذا ، فاطّلعت امرأة معاذ ، فقالت : ونحن والله مساكين ، فأعطنا ، ولم يبق في الخرقة إلّا ديناران ، فدحا (٤) بهما إليها ، فرجع الغلام إلى عمر فأخبره ، فسرّ بذلك عمر ، وقال : إنّهم إخوة بعضهم من بعض.
أخبرنا (٥) أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمّد الصفّار ، نا أحمد بن منصور ، نا عبد الرزّاق ، أنا معمر ، عن أيوب بن (٦) أبي قلابة ، وعن غير واحد (٧).
أن فلانا مرّ به أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم فقال : أوصوني ، فجعلوا يوصونه ، وكان معاذ بن جبل في آخر القوم ، فمرّ بالرجل ، فقال : أوصني يرحمك الله ، فقال : إنّ القوم قد أوصوك ،
__________________
(١) رواه أبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٢٣٧ وسير أعلام النبلاء ١ / ٤٥٦.
(٢) في الحلية : مالك الداراني.
(٣) في الحلية : تلبث ساعة.
(٤) بالأصل والنسخ : «قد جاء بهما» والمثبت عن حلية الأولياء.
(٥) كتب فوقها في د : ملحق.
(٦) كذا بالأصل وبقية النسخ ، وفي سير الأعلام : أيوب عن أبي قلابة.
(٧) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١ / ٤٥٥ وحلية الأولياء ١ / ٢٣٤ من طريق آخر.