ابن إسماعيل ، قالا : نا يحيى بن محمّد ، أنا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك (١) ، نا جرير بن حازم ، نا حميد بن هلال قال : قال مطرّف :
إنما وجدت العبد ملقى بين ربه وبين الشيطان ، فإن استشلاه (٢) ربه ، أو قال : استنقذه نجا ، وإن تركه للشيطان ذهب به.
أنبأنا أبو علي بن نبهان.
ح وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو الفضل جعفر بن أحمد ، وأبو علي بن نبهان وغيرهما ، قالوا : أنا علي بن شاذان ، أنا دعلج بن أحمد ، نا علي بن عبد العزيز قال :
قال أبو عبيد : قوله استشلاه يعني استنقذه ، وأصل الاستشلاء الدعاء ، ومنه قيل : استشليت الكلب وغيره إذا دعوته ، وقال حاتم يذكر ناقة له اسمها المراح أنه دعاها باسمها فقال (٣) :
أشليتها باسم المراح (٤) فأقبلت |
|
تسلم (٥) وكانت قبل ذلك ترسف |
فأراد مطرف : إن أغاثه الله فدعاه فأنقذ من هلكته فقد نجا ، فذلك الاستشلاء.
أنبأنا أبو علي المقرئ ، أنا أبو نعيم (٦) ، نا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني نصر بن علي ، نا روح بن المسيّب ، نا ثابت البنّاني قال : قال مطرّف : الإنسان بمنزلة الحجر ، إن جعل الله فيه ، خيرا كان فيه وقرأ : (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ)(٧).
وقال مطرف : إنّ هاهنا قوما يزعمون أنهم إن شاءوا دخلوا الجنّة وإن شاءوا دخلوا النار ، فأبعدهم الله إن هم دخلوا النار ، ثم حلف مطرف بالله ثلاثة أيمان مجتهدا أن لا يدخل الجنّة عبد أبدا إلّا عبد شاء الله أن يدخله إيّاها عمدا.
أخبرنا (٨) أبو الحسن علي بن المسلم السلمي ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد السلمي ،
__________________
(١) رواه عبد الله بن المبارك في الزهد والرقائق ص ١٠٠ رقم ٢٩٨.
(٢) استشلاه أي استنقذه من الهلكة.
(٣) البيت في اللسان والتهذيب ، وتاج العروس.
(٤) في تاج العروس : المزاج.
(٥) في المصادر : رتكا.
(٦) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٢ / ٢٠١.
(٧) سورة النور ، الآية : ٤٠.
(٨) كتب فوقها في «ز» : ملحق.