الحار واليابس
فنشأت النار واجتمع الحار والرطب فنشأ الهواء ، واجتمع البادر واليابس فنشأ الأرض
، واجتمع البارد والرطب فنشأ الماء ، وفصول السنة أربعة تقابل تلك العناصر الأربعة
فالصيف يقابل النار ، والربيع يقابل الهواء ، والشتاء يقابل الماء والخريف يقابل
الأرض .
وجابر بن حيان
تلميذ الإمام جعفر الصادق المتوفى سنة ١٤٨ ه وأول ما تشير إليه مؤلفاته مسائل
تتعلق بتاريخ الدين ، فكما أن أصحاب الكيمياء القدامى من اليونانيين مزجوا
تعاليمهم بمذاهب العرفان وغيرها من أراء المسيحية ، فقد ظهرت شيعية جابر فى
كتاباته فى تاريخ الدين فيشير إلى أن مفاتيح العلم اليونانى فى أيدى الأئمة
المعصومين من ذرية على بن أبى طالب.
وبعد دراساته
لتاريخ الدين يتناول الكيمياء ثم الطب ثم الفلك والسحر (الطلمسات) وعلم الخواص أى
القوى الباطنة فى بطون الأشياء الطبيعية وعلم الكون أى تكوين الأحياء بطرق صناعية
وترجع أهمية مصنفات جابر بن حيان إلى أنها تمكننا من التعرف على جوانب كبيرة من
العلوم اليونانية التى فقد الكثير منها ، ويروى عن كتب أفلاطون وأرسطو وجالينوس ،
وأقليدس وبطليموس وأرشميدس وغيرهم ، ويأخذ عن ترجمات حنين بن إسحاق ، وأبنه إسحاق
وتلاميذهما
* * *
كذلك شهدت بغداد
دراسات مستفيضة فى علم الحيوان وعلم النبات وممن عكفوا على دراسة الحيوان ، الجاحظ
فى كتابه (الحيوان) وصف فيه الكثير من أنواع الحيوان من طير ووحش وأسماك وحشرات
وزواحف وثدبيات وما إليها.
ولقد أهتم هؤلاء
العلماء بالشكل العام للحيوان وما نسميه الآن سلوك الحيوان.
أما علم النبات
فقد شغف العرب بدراسته لأن معظم العقاقير التى كانت تستخدم فى العلاج من النبات أو
خلاصات نباتيه حتى أن الأطباء كانوا يعرفون بالعشابين.
__________________