بالبحث العلمى
المجرد ، وهذا ييسر له استخراج كوامن الطبيعة ، ففى وسع الباحث العلمى أن يلتمس
طريقه إلى تحقيق غايته فى الوصول إلى الحقيقة العلمية .
والواقع أن جابر ينفرد
أو يسبق غيره فى المنهج العلمى ، فهو حريص على أن يقصر نفسه على مشاهداته المستندة
إلى التجربة التى تثبت صحتها ، وكان لا يعتمد على أقوال الغير ما لم تؤيدها
التجربة التى يجربها هو ، ولا يعتمد على ما توصل إليه غيره من نتائج علمية إلا إذا
كانوا ثقات مشهود لهم بأمانتهم العلمية.
ومذهب ابن حيان
العلمى يسير فى ثلاث خطوات ، الأولى أن يفترض العالم فرضا ليفسر الظاهرة المراد
تفسيرها ، والثانية أن يستنبط من هذا الفرض نتائج تترتب عليه ، والثالثة أن يطابق
هذه النتائج على الواقع فإن صدقت تحول الفرض إلى قانون علمى .
ويرى ابن حيان أن
العالم يجب أن يكون مثابرا فى جهوده العلمية التى تهدف إلى الكشف عن الحقيقة مهما
كلفه هذا البحث من عناء وجهد ، ويؤكد ابن حيان أنه لا نجاح فى عمل علمى إلا إذا
كان مسبوقا بعلم يتبعه التجربة ثم التطبيق .
ويرى جابر بن حيان
أن أول ما كان فى الأزل هو العناصر الأولية الأربعة الحرارة والبرودة واليبوسة
والرطوبة ، فهذه هى أوائل الأمهات البسائط كما يسميها ، ثم طرأت على هذه البسائط
حركة وسكون فتكون منها تركيبات متنوعة ، ولو لا الحركة والسكون لظلت تلك الأصول
الأولى مستقلا بعضها عن بعض كل منها خالص لنفسه.
ومن هذه الأصول
الأربعة الأولى الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة نشأت أربعة عناصر ، وذلك
بإجتماع تلك الأصول بعضها ببعض أثنين أثنين. فقد اجتمع
__________________