تمثال على صورة
فارس فى يد رمح ، وتحت القبة مجلس بمستوى سطح الأرض مساحته عشرة أمتار فى مثلها ،
وفى صدر المجلس الأسفل ايوان عظيم على الطراز الفارسى ، وارتفعت القبة الخضراء على
علو يزيد على ثمانين ذراعا ليشرف منها على جهات المدينة وما يجاورها من البساتين ،
كما أنه عنى بتجميلها بالرسوم البديعة ليكون منها للدلالة على سعة ملكه والشهادة
باقتدار على عظائم الأعمال ، فظهرت وكأنها أكليل من نور قد تدلى على قصر السلام .
اتخذ المنصور
ومعظم خلفاؤه فى العصر العباسى الأول قصر باب الذهب أو قصر السلام مقرا لهم ، ولم
يقم فيه الخليفة الرشيد غير أن الأمين اتخذه مقرا له وأضاف إليه بناءا جديدا ،
واعتصم الأمين بهذا القصر أثناء حصار قوات المأمون لبغداد وتعرض القصر للتخريب
والتدمير من ضربات طاهر بن الحسين العنيفة.
أما القبة الخضراء
فظلت قائمة على حالها ، وبلغت مساحة قصر باب الذهب ٠٠٠ ، ١٦٠ ذراعا مربعا .
روعى فى تأسيس
المدينة الإسلامية بناء مسجد جامع لها ، فأنشاؤه يدل على طابعها الإسلامى ، وقد
أقام المنصور مسجد بغداد الجامع مجاورا لقصر باب الذهب وكان محرابه منحرفا عن
القبلة ، وبناه المنصور باللبن ، ذلك أنه شيد بعد بناء القصر ، ولكى يكون وضعه
متناسبا مع وضع القصر أصبح منحرفا محرابه عن القبله وكان سقف المسجد قائما على
أساطين من خشب ، ولكل أسطوانه تاج مدور مصنوع من قطعة خشب ، وبقى هذا الجامع بهذه
الصورة حتى ولى الرشيد الخلافة فعول على تجديده سنة ١٩٢ ه ، فأمر بهدمه وأعاده
بنائه بالجص والآجر ، وكتب عليه اسم الرشيد وذكر اسماء بنائيه ومشيديه وتاريخ
البناء وقد تم ذلك سنة ١٩٣ ه وصار يعرف هذا الجامع بالصحن العتيق .
قلنا أن مركز
الدائرة بها القصر والمسجد الجامع ، ولم يكن حولهما بناء ولا دار
__________________