ماله على وجه التقرير والإنكار؟ والمعنى : أين الغنى الذي لماله ولكسبه؟ والظاهر أن ما في قوله : (وَما كَسَبَ) موصولة ، وأجيز أن تكون مصدرية. وإذا كانت ما في (ما أَغْنى) استفهاما ، فيجوز أن تكون ما في (وَما كَسَبَ) استفهاما أيضا ، أي : وأي شيء كسب؟ أي لم يكسب شيئا. وعن ابن عباس : (وَما كَسَبَ) ولده.
وفي الحديث : «ولد الرجل من كسبه». وعن الضحاك : (وَما كَسَبَ) هو عمله الخبيث في عداوة الرسول صلىاللهعليهوسلم. وعن قتادة : وعمله الذي ظن أنه منه على شيء. وروي عنه أنه كان يقول : إن كان ما يقول ابن أخي حقا ، فأنا أفتدي منه نفسي بمالي وولدي. وقرأ عبد الله : وما اكتسب بتاء الافتعال. وقرأ أبو حيوة وابن مقسم وعباس في اختياره ، وهو أيضا سيصلى بضم الياء وفتح الصاد وشد اللام ، ومريئته ؛ وعنه أيضا : ومريته على التصغير فيهما بالهمز وبإبدالها ياء وإدغام ياء التصغير فيها. وقرأ أيضا : حمالة للحطب ، بالتنوين في حمالة ، وبلام الجر في الحطب. وقرأ الحسن وابن أبي إسحاق : سيصلى بضم الياء وسكون الصاد ؛ وأبو قلابة : حاملة الحطب على وزن فاعلة مضافا ، واختلس حركة الهاء في وامرأته أبو عمر وفي رواية ؛ والحسن وزيد بن علي والأعرج وأبو حيوة وابن أبي عبلة وابن محيصن وعاصم : حمالة بالنصب.
وقرأ الجمهور : (سَيَصْلى) بفتح الياء وسكون الصاد ، (وَامْرَأَتُهُ) على التكبير ، (حَمَّالَةَ) على وزن فعالة للمبالغة مضافا إلى الحطب مرفوعا ، والسين للاستقبال وإن تراخى الزمان ، وهو وعيد كائن إنجازه لا محالة. وارتفع (وَامْرَأَتُهُ) عطفا على الضمير المستكن في (سَيَصْلى) ، وحسنه وجود الفصل بالمفعول وصفته ، و (حَمَّالَةَ) في قراءة الجمهور خبر مبتدأ محذوف ، أو صفة لامرأته ، لأنه مثال ماض فيعرف بالإضافة ، وفعال أحد الأمثلة الستة وحكمها كاسم الفاعل. وفي قراءة النصب ، انتصب على الذم. وأجازوا في قراءة الرفع أن يكون (وَامْرَأَتُهُ) مبتدأ ، وحمالة ، واسمها أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان ، وكانت عوراء. والظاهر أنها كانت تحمل الحطب ، أي ما فيه شوك ، لتؤذي بإلقائه في طريق الرسول صلىاللهعليهوسلم وأصحابه لتعقرهم ، فذمت بذلك وسميت حمالة الحطب ، قاله ابن عباس. فحمالة معرفة ، فإن كان صار لقبا لها جاز فيه حالة الرفع أن يكون عطف بيان ، وأن يكون بدلا. قيل : وكانت تحمل حزمة من الشوك والحسك والسعدان فتنشرها بالليل في طريق رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقال ابن عباس أيضا ومجاهد وقتادة والسدي : كانت تمشي