ثامن عشر جمادى الأولى ، ثم رحل منها إلى «صيدا» فتسلّمها يوم الأربعاء العشرين منه ، ثم سار إلى «بيروت» ، ففتحها في التاسع والعشرين منه ، ثم سلّمت «جبيل» إلى أصحابه وهو على بيروت.
ثم سار إلى «عسقلان» ، ونازلها يوم الأحد السادس عشر من جمادى الآخرة ، وتسلّمها يوم السبت سلخ جمادى الآخرة ، بعد أن تسلّم في طريقه مواضع «كالرّملة» «ويبنا» (١) و «الدّاروم». وأقام على عسقلان ، وتسلّم أصحابه غزة ، وبيت جبرين ، والنّطرون ، وبيت لحم ، ومسجد الخليل عليهالسلام.
وسار إلى «بيت المقدس» ، فنزل عليه الأحد الخامس عشر من شهر رجب من سنة ثلاث وثمانين ، فنزل بالجانب الغربي ، وكان مشحونا بالمقاتلة من الخيّالة والرجّالة ، وكان عليه من المقاتلة ما يزيد على ستّين ألفا غير النسآء والصّبيان ، ثم انتقل إلى الجانب الشمالي ، يوم الجمعة العشرين من شهر رجب ونصب عليه المنجنيقات ، وضايقه بالزّحف ، والقتال ، وكثرة الرّماة ، حتى أخذ النّقب في السّور ، مما يلي «وادي جهنّم» ، في قرنة شمالية.
ولمّا رأوا ذلك وعلموا أن لا ناصر لهم ، وأنّ جميع البلاد التي افتتحها السّلطان صار من بقي من أهلها إلى «القدس» ، خرج عند ذلك إليه ابن
__________________
(١) كانت يبنا من اقطاعيات الفرنجة الهامة ، وهي تبعد ٧ كم عن البحر وكانت قبل عام ١٩٤٨ محطة قطار بين فلسطين ومصر ، معجم بلدان فلسطين.