ودخلت سنة خمس وتسعين
ومات الملك العزيز بمصر ، واختلف أمراؤها ، فمال الأسديّة إلى الملك الأفضل والناصريّة إلى الملك العادل. وانقاد الناصريّة على نيّات غير موافقة ، واستدعوا الملك الأفضل ، فسار من «صرخد» إلى مصر ودخلها ، وتلقّاه إخوته على مرحلتين منها ، واستوثقوا منه بالأيمان ، على أن يكون كافلا للملك المنصور «محمد بن الملك العزيز» ومربّيا له.
وخرج الجحاف ، وجهاركس ، إلى «ميمون» إلى القدس ، فقيّد «الملك الأفضل» أخاه «الملك المؤيّد» وجماعة من الأمراء كاتبوا «الملك العادل» ، وأرسل الملك الظّاهر وزيره نظام الدين أبا المؤيد محمد بن الحسين ، إلى أخيه الملك الأفضل ، مهنئا له بولاية مصر ، فأقام عنده مدّة ، والرسل تتردّد إليه من «الملك الظّاهر» في الاتفاق على الملك.
وكان الملك العادل ، إذ ذاك محاصرا «ماردين» ، وقد أشرف على أخذها ، فسار الملك الأفضل إلى دمشق ، وخرج الملك الظاهر إلى