العادل» إلى مصر ، فحصره ، ثم رأى أنه حصن منيع ، فرحل عنه وجعل عليه قايماز النجمي محاصرا.
وسار إلى دمشق ، ثم سار من دمشق في النّصف من ربيع الأول إلى حمص ، فنزل على بحيرة «قدس» (١) ، ووصل إليه «عماد الدّين زنكي» صاحب سنجار ، وتلاحقت به العساكر ، واجتمعت عنده ، فنزل على تلّ قبالة «حصن الأكراد» ، في مستهل ربيع الآخر ، وسيّر إلى الملك الظاهر إلى حلب وإلى «الملك المظفر» ، بأن يجتمعا وينزلا «بتيزين» قبالة «انطاكية» لحفظ ذلك الجانب ، فسارا حتى نزلا «تيزين» في شهر ربيع الآخر وتواصلت إليه العساكر في هذه المنزلة.
ثم رحل يوم الجمعة رابع جمادى الأولى ، على تعبئة لقاء العدو ، ودخل إلى بلاد العدو ، وأغار على «صافيتا» و «العريمة» وغير ذلك من ولاياتهم ، ووصل إلى «انطرطوس» (٢) في سادس جمادى الأولى فوقف قبالتها ، ونظر إليها ، وسيّر من ردّ الميمنة ، وأمرها بالنزول على جانب البحر ، وأمر الميسرة بالنزول على البحر ، من الجانب الآخر ، ونزل في موضعه ، وأحدقت العساكر بها من البحر إلى البحر ، وزحف عليها ، فما استتمّ نصب الخيم حتى صعد الناس السور ، وأخذها بالسيف ، وغنم العسكر جميع ما بها ، وخرب سور البلد.
__________________
(١) هي بحيرة قطينة الحالية.
(٢) هي مدينة طرطوس الحالية.