الأسدية. وقال للملك الأفضل : «أنا كان مقصودي الاصلاح بينكم ، وأن لا يقع على دولتكم خلل ، وقد حصل ذلك».
وتحالفوا ، وعاد الملك الأفضل ، ومعه أبو الهيجاء السمين ، وبقي الملك العادل مع الملك العزيز بمصر ، ووافقه ، فانحرف الملك الظّاهر عن الملك العزيز بذلك السبب ، ومال إلى الملك الأفضل.
وكان الملك العادل قد احتوى على الملك العزيز ، وأوقع في نفسه أن السّلطنة تكون له في بلاد الاسلام ، والخطبة والسكّة ، وكان يبلغه عن الملك الأفضل كلمات توجب الحنق عليه ، فاتّفق مع الملك العزيز على أن ينزلا جميعا إلى الشام ، لتقرير هذه القاعدة في جميع بلاد الاسلام.
فسيّر الملك الظّاهر أخاه الملك الزّاهر داود ، والقاضي بهاء الدين قاضي حلب ، وسابق الدين عثمان ، صاحب شيزر ، في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة إلى الملك العزيز ، لتسكين الفتنة ، والرجوع إلى ما فيه صلاح النيّة والموافقة بين الأهل.
فوصلوا والملك العادل ، والملك العزيز ، قد خرجا مبرزين إلى «البركة» في ربيع الأول من السّنة ، وأعادوا الرسل بغير زبدة ، فعرفوا الملك الأفضل في اجتيازهم عليه ، بما قد عزم الملك العزيز ، والملك العادل عليه ، من إقامة الخطبة والسكّة للملك العزيز ، وتعجّب من نقضهما الهدنة معه.
ولمّا وصلوا إلى حلب ، راسل الملك الظّاهر أخاه الأفضل ، في تحديد الصلح بينهما ، وتحالفا على المعاضدة والمناصرة. ووصل إلى الملك الظّاهر من