ودخلت سنة اثنتين وستمائة
فجرّد «ابن لاون» في جمادى الأولى ، في اللّيل ، عسكرا في ليلة الميلاد ، وجاء على غفلة إلى ربض «دربساك» ، فلم ينكروا وقود النار في ليلة الميلاد ، فقاتلهم أهل الربض ومن به من الأجناد ، في بيوت الربض ، فلم يظفروا منهم بطائل ، وطلع الفجر ، فانتشروا في أرض «العمق» ، ونهبوا من كان فيه من التركمان ، وداموا إلى ضحوة ذلك النّهار ، ورجعوا.
وابتدرت عساكر تلك الناحية من المسلمين فلم يدركوهم ، ودخل الأرمن إلى «جبل اللكّام» ، فجاءهم في اللّيل ثلج عظيم ، وهلك معهم من الخيل والمواشي ، فكانوا يسلخون الشاء ويلبسون جلودها ، لشدّة البرد ، فسيّر الملك الظاهر عسكرا من عسكر حلب يقدمه «ميمون القصري» ، ومعه «أيبك فطيس» ، فنزلوا على «حارم» ، وقطعة من العسكر مع ابن طمان «بدربساك» ، وسيف الدين بن علم الدّين نازل بعسكره على «تيزين» ـ وكانت جارية في أقطاعه ـ وفي أكثر الأيّام تجري وقعات بين العسكر المقيم «بدربساك» ، وبين عسكر ابن لاون «ببغراس».