أحمد الحاكم ، أنا أبو العباس الثقفي ، أخبرني أبو يونس ـ يعني ـ محمّد بن أحمد الجمحي ، أنا إبراهيم بن المنذر قال :
محمود بن الرّبيع مات سنة تسع وتسعين ، وهو ابن ثلاث وتسعين ، يكنى أبا محمّد.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال :
سنة تسع وتسعين فيها مات محمود بن الرّبيع الأنصاري ، يكنى أبا نعيم.
٧٢٥٥ ـ محمود بن زنكي بن آق سنقر أبو القاسم بن أبي سعيد قسيم الدّولة التركي ،
الملك العادل نور الدين ، وناصر أمير المؤمنين (١)
كان جده آق سنقر قد ولّاه السلطان أبو الفتح ملك شاه بن ألب أرسلان حلب ، وولي غيرها من بلاد الشام ، ونشأ أبوه قسيم الدّولة بعده بالعراق ، وندبه السلطان محمود بن محمّد ابن ملك شاه بن ألب أرسلان برأي الخليفة المسترشد بالله أمير المؤمنين لولاية ديار الموصل ، والبلاد الشامية بعد قتل آق سنقر البرسقي ، وموت ابنه مسعود ، فظهرت كفايته وظهرت شهامته في مقاتلة العدو ـ خذله الله ـ وثبوته عند ظهور متملك الروم ، ونزوله على شيزر (٢) حتى رجع إلى بلاده خائبا.
وحاصر أبوه قسيم الدّولة دمشق مرتين فلم يتيسر له فتحها ، وفتح الرّها ، والمعرّة (٣) ، وكفرطاب (٤) وغيرها من الحصون الشامية ، واستنقذها من أيدي الكفّار ، فلما انقضى أجله ـ رحمهالله ـ قام ابنه نور الدين أعزّه الله مقامه في ولاية الإسلام.
ومولده على ما ذكر لي كاتبه أبو اليسر شاكر بن عبد الله التنوخي المعري وقت طلوع الشمس من يوم الأحد سابع عشر شوال سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، ولما راهق لزم خدمة والده إلى أن انتهت مدته ليلة الأحد السادس من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة على قلعة جعبر (٥) ، وكان محاصرا لها ، ونقل تابوته إلى مشهد الرقّة ، فدفن بها.
__________________
(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٣١ ووفيات الأعيان ٥ / ١٨٤ والكامل لابن الأثير (الفهارس) ، وتاريخ ابن القلانسي (الفهرس) والمنتظم ١٠ / ٢٤٨ وشذرات الذهب ٤ / ٢٢٨.
(٢) شيزر : بتقديم الزاي على الراء ، قلعة تشتمل على كورة بالشام قرب المعرة ، بينها وبين حماة يوم (معجم البلدان).
(٣) المعرة يعني معرة النعمان مدينة مشهورة بين حلب وحماه (معجم البلدان).
(٤) كفرطاب : بلدة بين المعرة وحلب (معجم البلدان).
(٥) قلعة جعبر : على الفرات بين بالس والرقة قرب صفّين (معجم البلدان).