الكبير بين
القراءات السبع ، من طريق أبي عمرو الداني ، وابن شريح ، في ختمة لم أكملها ، وسمعت عليه عدة كتب ، وأجازني
بالإجازة العامة.
ومنهم شيخ العلوم
العقلية ، أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الآبلي. أصله من تلمسان ، وبها نشأ ، وقرأ كتب التعاليم ، وحذق
فيها ؛ وأظله الحصار الكبير بتلمسان أمام المائة السابعة ، فخرج منها ، وحجّ ،
ولقي أعلام المشرق يومئذ ، فلم يأخذ عنهم ؛ لأنّه كان مختلطا بعارض عرض في عقله.
ثم رجع من المشرق ، وأفاق ، وقرأ المنطق والأصلين ، على الشيخ أبي موسى عيسى بن
الإمام ؛ وكان قرأ بتونس ، مع أخيه أبي زيد عبد الرحمن ، على تلاميذ ابن زيتون الشهير الذكر ؛ وجاء إلى تلمسان بعلم كثير من المعقول
والمنقول ، فقرأ الآبلي على أبي موسى منهما كما قلناه. ثم خرج من تلمسان هاربا إلى
المغرب ، لأن سلطانها يومئذ ، أبو حمّو من ولد يغمراسن بن زيّان ، كان يكرهه على
التّصرف في أعماله ، وضبط الجباية بحسبانه ، ففرّ إلى المغرب ،
__________________