الأنصاري ، ولي فلسطين ، ومات بها ، وكان من زهاد العمّال ، ولي لعمر سنة على حمص ، ثم أشخصه فقدم عليه بالمدينة وجدّد عهده فامتنع وأبى أن يلي له ، وكان عمر يقول : وددت أنّ لي رجلا مثل عمير أستعين به على أعمال المسلمين (١).
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (٢) ، قال :
وأما شهيد بضم الشين وفتح الهاء ، فهو : عمير بن سعد بن شهيد بن قيس بن النعمان بن عمرو بن أمية ، صحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولم يشهد شيئا من مشاهده ، وشهد فتوح الشام ، واستعمله عمر بن الخطّاب على حمص ، فلم يزل عليها حتى مات بها ، وكان أحد زهّاد الأنصار.
أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها ، وابنه أبو الحسن ، قالا : أنا أبو الفضل بن الفرات ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، نا محمّد بن عائذ ، نا الوليد ، نا ابن لهيعة ، عن يونس ، عن ابن شهاب قال :
ثم توفي سعيد بن عامر فأمّر مكانه عمير بن سعد الأنصاري ، وكان على الشام معاوية وعمير بن سعد (٣) حتى قتل عمر.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنا أبو نصر النّهاوندي ، أنا أبو العباس النّهاوندي ، أنا أبو القاسم بن الأشقر ، نا محمّد بن إسماعيل ، نا أحمد بن صالح ، نا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب قال :
استخلف عمر فتوفي أبو عبيدة ، فاستخلف خاله وابن عمّه عياض بن غنم ، أحد بني الحارث بن فهر ، فأقرّه عمر ، قال : ما أنا بمبدّل أميرا أمّره أبو عبيدة ، وتوفي يزيد بن أبي سفيان فأمّر مكانه معاوية ثم توفي عياض ، فأمّر مكانه سعيد بن عامر ، ثم توفي سعيد فأمّر مكانه عمير بن سعد الأنصاري ، ثم توفي عمير واستخلف عثمان فجمع الشام لمعاوية ، ونزع عميرا.
قال البخاري : يقال إنّ عميرا مات في زمان عمر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر بن المسلمة ، أنا أبو
__________________
(١) راجع الإصابة ٣ / ٣٢ وأسد الغابة ٣ / ٧٩٠.
(٢) الاكمال لابن ماكولا ٥ / ٩٠.
(٣) الأصل وم : سعيد ، تصحيف.