بشران ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا علي بن الجعد ، أخبرني عكرمة بن إبراهيم ، عن عاصم ، عن زرّ (١) قال : سمعت عبد الله يقول :
خرج رجل من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوسلم فلقي الشيطان فاتحدا فاصطرعا فصرعه الذي من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوسلم ، فقال الشيطان : أرسلني أحدّثك (٢) حديثا يعجبك ، فأرسله ، فقال :
حدّثني ، قال : لا ، قال : فاتحذا الثانية ، فاصطرعا فصرعه الذي من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوسلم ، قال : أرسلني فلأحدّثنك حديثا يعجبك ، فأرسله ، فقال : حدّثني ، قال : لا ، قال : فاتحذا الثالثة ، فصرعه الذي من أصحاب محمّد صلىاللهعليهوسلم ثم جلس على صدره وأخذ بإبهامه يلوكها فقال : [أرسلني ، فقال :](٣) لا أرسلك حتى تحدّثني ، قال : سورة البقرة ، فإنه ليس منها آية تقرأ في وسط شياطين إلّا تفرّقوا ولا تقرأ في بيت فيدخل ذلك البيت.
قالوا : يا أبا عبد الرّحمن فمن ذلك الرجل؟ قال : من ترونه إلّا عمر بن الخطّاب؟
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن محمّد ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، أنا محمّد بن هارون الروياني ، نا خالد بن يوسف السّمتي أبو الربيع ، نا أبو عوانة ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله قال :
لقي الشيطان رجلا من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم في زقاق من أزقّة المدينة ، قال : قلت : من هو؟ قال : من عسى أن يكون إلّا عمر ، قال : فاعتركا ، فعفره وجثم على صدره وعض ناصيته قال : فقال له الشيطان (٤) : أرسلني ، فإنك إن ترسلني أحدّثك بحديث يعجبك ، قال : فأرسله ، قال : أخبرني ، قال : ما أنا بمحدّثك الليلة ، قال : واعتركا فعفره وجثم على صدره وعض ناصيته ، قال : فقال : أرسلني ، فإنك إن أرسلتني أحدّثك بحديث يعجبك ، قال : فقال : ما أنا بمرسلك حتى تحدّثني ، قال : فقال : هل تقرأ شيئا من سورة البقرة؟ قال : فقال :نعم ، قال : فقال : فإنه ليس شيطان يسمع آية منها إلّا ولي وله خبج (٥) كخبج الحمار.
تابع محمّد بن أبان الجعفي ، عن عاصم ، ورواه عبد الرّحمن بن عبد الله المسعودي عن عاصم فقال : عن أبي وائل عن عبد الله.
__________________
(١) تقرأ بالأصل : رز ، والتصويب عن «ز».
(٢) في «ز» : فلأحدثنك.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن «ز».
(٤) «له الشيطان» استدرك على هامش «ز» ، وبعدهما صح.
(٥) خبج : ضرط ضرطا شديدا.