أخبرنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو عمرو محمّد بن أحمد بن حمدان.
ح وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت (١) : قرئ (٢) على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ.
قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبو عباد قطن بن نسير الغبري (٣) ، نا جعفر بن سليمان ، نا ثابت ـ زاد ابن حمدان : البناني ، عن أبي رافع قال :
كان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة بن شعبة ـ وفي حديث ابن المقرئ : عبد المغيرة بن شعبة ـ وكان يصنع الأرحاء ، وكان المغيرة يستغله كلّ يوم أربعة دراهم ، فلقي أبو لؤلؤة عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ المغيرة قد أثقل عليّ غلّتي فكلّمه يخفّف عني ، فقال له عمر : اتّق الله ، وأحسن إلى مولاك ، ومن نية عمر أن يلقى المغيرة فيكلمه يخفف عنه ، فغضب العبد وقال : وسع الناس كلّهم عدله غيري ، فأضمر على قتله ، فاصطنع خنجرا له رأسان وشحذه وسمّه ، ثم أتى به الهرمزان فقال : كيف ترى هذا؟ قال : أرى أنك لا تضرب به أحدا إلّا قتلته ، قال : فحين أبو لؤلؤة ، فجاء في ـ وقال ابن المقرئ : قال : تحيّن أبو لؤلؤة عمر ، فجاءه في ـ صلاة الغداة حتى قام وراء عمر ، وكان عمر إذا أقيمت الصلاة يتكلم يقول : أقيموا صفوفكم ، كما كان يقول ، فلما كبّر وجأه (٤) أبو لؤلؤة ـ زاد ابن المقرئ : وجأة ، وقالا : ـ في كتفه ، ووجأه في خاصرته (٥) ، فسقط عمر ، وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا منهم ، فهلك منهم سبعة وأفرق (٦) منهم ستة.
وحمل عمر فذهب به ـ وقال ابن حمدان : وجعل عمر يذهب به ـ إلى منزله ، وهاج الناس حتى كادت تطلع الشمس ، فنادى عبد الرّحمن بن عوف : أيها الناس الصلاة الصلاة ، قال ففرغوا إلى الصلاة ، فتقدم عبد الرّحمن بن عوف ، فصلّى بهم بأقصر سورتين في القرآن ،
__________________
(١) كتبت اللفظة فوق الكلام بين السطرين في «ز».
(٢) من هذه الطريق رواه ابن الأثير في أسد الغابة ٣ / ٦٧٤ ـ ٦٧٥ وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون ص ٢٧٧).
(٣) بالأصل : «العبرى» وفي م : «المقبري» كلاهما تحريف ، والصواب عن «ز» ، راجع تهذيب التهذيب ٨ / ٣٨٢.
(٤) وجأه : ضربه.
(٥) زيد في أسد الغابة هنا : وقيل : ضربه ست ضربات.
(٦) أي نجا وبرئ.