أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو محمّد بن زبر ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا نصر بن علي قال : خبرنا الأصمعي ، نا نافع ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه قال (١) :
جئت من السوق مع عمر ، وعمر يتوكأ عليّ ، فمرّ بنا أبو لؤلؤة فنظر إلى عمر نظرة ظننت أنه لو لا مكاني بطش به ، فجئت بعد ذلك إلى المسجد الفجر ، فإنّي لبين النائم واليقظان ، إذ سمعت عمر يقول : الكلب (٢) ، قال : ثم ماج الناس ساعة ، ثم إذا قراءة عبد الرّحمن بن عوف.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني هشام بن عمّار (٤) ، عن أبي الحويرث قال :
لما قدم غلام المغيرة بن شعبة ضرب عليه عشرين ومائة كل شهر (٥) ، أربعة دراهم كل يوم قال : وكان خبيثا إذا نظر إلى السبي الصغار يأتي فيمسح على رءوسهم ويبكي ويقول : إنّ العرب أكلت كبدي ، فلمّا قدم عمر من مكة جاء أبو لؤلؤة إلى عمر يريده ، فوجده غاديا إلى السوق ، وهو متكئ على يد عبد الله بن الزبير ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ سيدي المغيرة يكلفني ما لا أطيق من الضريبة ، قال عمر : وكم كلّفك؟ قال : أربعة دراهم كل يوم ، قال : وما تعمل؟ قال : الأرحاء ، وسكت عن سائر أعماله فقال : في كم تعمل الرحى ، فأخبره ، [قال :](٦) وبكم تبيعها؟ فأخبره ، فقال : لقد كلّفك يسيرا ، انطلق فأعط مولاك ما سألك ، فلمّا ولّى قال عمر : ألا تجعل لنا رحى؟ قال : بلى ، أجعل لك رحى يتحدث بها أهل الأمصار ، ففزع عمر من كلمته ، قال : وعلي معه ، قال : ما تراه أراد؟ قال : وعدك (٧) يا أمير المؤمنين ، قال عمر : يكفيناه الله ، قد ظننت أنه يريد بكلمته غورا (٨).
__________________
(١) تاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٢٧٧.
(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي تاريخ الإسلام : قتلني الكلب.
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٣٤٧.
(٤) عند ابن سعد : هشام بن عمارة.
(٥) عند ابن سعد : عشرين ومائة درهم كل شهر.
(٦) الزيادة عن ابن سعد.
(٧) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي و «ز» : أوعدك.
(٨) بالأصل وم و «ز» : عورا ، بالعين المهملة ، والمثبت عن ابن سعد.