وبيني وبين الروم رجال أهل الشام ، وأهل العراق؟ قال : يتيحها (١) الله لك من حيث شاء.
أخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، وأبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن ، قالا : أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا أبو علي بن أبي الخناجر ، نا يزيد بن هارون ، أنا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال :
رأى عوف بن مالك كأن شيئا دلّي من السماء ، فأخذ به رسول الله صلىاللهعليهوسلم فانبسط ثم دلّي ، فأخذ به أبو بكر فانبسط ، ثم ذرع الناس ففضلهم عمر بثلاثة أذرع ، فقصّها عوف على أبي بكر ، فلمّا بلغ هذا المكان قال له عمر : دعنا من رؤياك ، فسكت عوف ، فلما استخلف قال لعوف : بقية رؤياك ، قال : أليس أنت انتهرتني فأسكتني؟ قال : إنّي كرهت أن تنعي إلى الرجل نفسه ، هات رؤياك من أوّلها ، حتى بلغ : وذرع الناس ففضلهم عمر بثلاثة أذرع ـ قال : فقلت : ففيم فضلهم عمر بثلاثة أذرع؟ فقيل لي : إنّه خليفة ، وإنه شهيد ، وابنه لا يخاف في الله لومة لائم ـ قال عمر : أما الخلافة فإن الله عزوجل يقول : (ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)(٢) ، فقد استخلفت يا عمر ، فانظر كيف تعمل ، وأما الشهادة فكيف لي بها وحولي العرب ، وإنّ الله لقادر على أن يسوقها إليّ وأمّا ألا أكون أخاف في الله لومة لائم ، فما شاء الله.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي الخبّازي ، وأبو سهل الحفصي ، قالا : أنا أبو الهيثم الكشميهني.
وأنا أبو عبد الله أيضا ، أنا سعيد بن أحمد العيّار ، أنا أبو علي الشّبّوي ، أنا أبو عبد الله الفربري ، أنا أبو عبد الله البخاري (٣) ، حدّثني يحيى بن بكير ، نا الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر قال :
اللهم ارزقني شهادة في سبيلك ، واجعل موتي في بلد رسولك.
وقال يزيد بن زريع عن روح بن القاسم ، عن زيد بن أسلم عن أبيه عن حفصة بنت عمر قالت : سمعت عمر : نحوه.
وقال هشام ، عن زيد ، عن أبيه ، عن حفصة ، سمعت عمر.
__________________
(١) الأصل : «يبيحها» وبدون إعجام في م ، وفي «ز» : «يفتحها» والمثبت عن المختصر.
(٢) سورة يونس ، الآية : ١٤.
(٣) صحيح البخاري (٢٩) كتاب فضائل المدينة ، (١٢) باب ، رقم ١٨٩٠ (٢ / ٢٧٥) طبعة دار الفكر ـ بيروت.