وقال ابن السّمرقندي : سدّيت (١) ، وزاد ابن زريق (٢) :
قضيت أمورا ثم عادت بعدها |
|
بوائق (٣) في أكمامها لم تفتق |
وقالا :
فما كنت أخشى أن تكون وفاته (٤) |
|
بكفي سبنتى (٥) أخضر (٦) العين مطرق (٧) |
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو علي محمّد بن محمّد بن المسلمة ، أنا علي بن أحمد بن عمر ، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن ، نا الحسن بن علي القطان ، نا إسماعيل بن عيسى العطّار ، أنا إسحاق (٨) بن بشير قال : وقال إسحاق (٩) : وحدّثني الزهري قال :
حجّ عمر ، فلما رمى الجمرة أصابته حصاة فأدمته ، فقال رجل من لهب : أشعروه ، لا يحج بعد العام أبدا ، فلما كان ليلة الحصبة اضطجع عمر بالأبطح ، ثم كوّم كومة من بطحائها ، ثم استلقى عليها ، ومدّ يديه إلى السماء ، فقال : اللهمّ كبرت سني ، وضعفت قوتي ، وانتشرت رعيتي ، فاقبضني إليك غير مفرّط ولا مضيّع ، فأقبل رجل إلى عمر منتقب ، فسلّم عليه ثم قال :
جزى الله خيرا من إمام وباركت |
|
يد الله في ذاك الأديم الممزّق |
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها |
|
بوائج في أكمامها لم تفتق |
وكنت تشوب الدين بالحلم والتّقى |
|
وحكم صليب الرأي غير مروّق |
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة |
|
ليدرك ما قدّمت بالأمس يسبق |
وزير النبي حياته ووليّه |
|
كساه الإله جنّة لم تخرّق |
من الفضل والإسلام والدين والتّقى |
|
فبابك عن كلّ الفواحش مغلق |
__________________
(١) بالأصل : «سدنت» واللفظة بدون إعجام في م و «ز» ، والمثبت عن المطبوعة.
(٢) بدون إعجام في الأصل ، والمثبت عن م و «ز».
(٣) البوائق جمع بائقة ، وهي الداهية.
(٤) في أسد الغابة : يكون مماته.
(٥) السبنتي والسبندى : بفتح السين والباء وسكون النون : النمر ، وفي الاستيعاب : النمر الجريء.
(٦) في الاستيعاب : أزرق العين.
(٧) بعدها في م و «ز» : آخر الجزء الثامن والعشرين بعد الخمسمائة من الفرع.
(٨) كذا ما بين الرقمين في الأصل وم و «ز» ، وفيه اضطراب ؛ والذي في المطبوعة : «انا إسحاق بن بشر قال : وقال ابن إسحاق» وهو أشبه وأظهر.
(٩) كذا ما بين الرقمين في الأصل وم و «ز» ، وفيه اضطراب ؛ والذي في المطبوعة : «انا إسحاق بن بشر قال : وقال ابن إسحاق» وهو أشبه وأظهر.