فأخذته ، وقمت لا كفّنته ، ولا غسّلته ولا صلّيت عليه ، ثم انصرفت فأخبرت بعد أن القوم الذين كانوا معه كانوا على رأيه ، ولوا غسله ودفنه والصلاة عليه وقالوا : ما الذي أنكرتم من صاحبنا؟ إنّما كانت خطفة من الشيطان ، تكلم به على لسانه.
قال خلف : قلت : يا أبا الخصيب ، هذا الحديث الذي حدثتني به شهدته (١)؟ قال : بصر عيني ، وسمع أذني ، وأنا أؤديه إلى الناس.
أخبرنا أبو الحسن بن توبة ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الربيع الفرغاني ، وأبو عبد الله بن البنّا ، قالوا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ـ زاد ابن (٢) البنّا : وأبو يعلى محمّد بن الحسين قالا : ـ أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا نعيم بن الهيصم ، أنا خلف بن تميم ، أنا أبو الحباب ـ وهو عمّ عمّار بن سيف الضّبّي ـ قال :
كنا في غزاة في البحر وقائدنا موسى بن كعب ، ومعنا في المركب رجل من أهل الكوفة يكنى أبا الحجاج ، فأقبل يشتم أبا بكر ، فزجرناه ، فلم ينزجر ، ونهيناه فلم ينته ، فأرسينا إلى جزيرة في البحر ، فتفرقنا فيها نتأهب لصلاة الظهر ، فأتى صاحب لنا ، فقال : أدركوا أبا الحجّاج فقد أكلته النحل ، فدفعنا إلى أبي الحجّاج وهو ميت ، وقد أكلته الدّبر ـ وهي النحل ـ.
قال خلف : فزادني في هذا الحديث ابن المبارك : قال أبو الحباب : فحفرنا له لندفنه ، فاستوعرت علينا الأرض ، فقلت : ما استوعرت ، قال : صلبت ـ فلم نقدر على أن نحفر له ، فألقينا عليه ورق الشجر والحجارة ، وتركناه وخطفنا (٣).
قال خلف : فكان صاحب لنا يبول ، فوقفت نحلة على ذكره فلم تضرّه ، فعلمنا أنها مأمورة.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو محمّد الحسن بن عيسى بن المقتدر (٤) ، نا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري ، نا أبو عمر قال [قال] ثعلب : حدّثني عمر بن شبّة ، عن الأصمعي قال :
__________________
(١) بالأصل وم : «شهد به» تصحيف ، والتصويب عن «ز».
(٢) بالأصل : «أبو» تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».
(٣) بالأصل : «وحفظنا» ، وفي «ز» : «وخطبنا» والمثبت عن م وخطفنا أي ذهبنا مسرعين.
(٤) بالأصل : «أنا محمد بن الحسن بن عيسى بن المقتدر» تصحيف ، والمثبت : «أنا أبو محمد الحسن بن علي بن المقتدر» عن م و «ز» ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٢١ وتاريخ بغداد ٧ / ٣٥٤.