القطّان ، أنا أبو الحسين الكلابي ، أنا أبو العباس الخزاعي ، نا أحمد بن أبي الحواري ، نا أبو معاوية ، عن هشام ، عن أبيه عن عاصم ، عن عمر.
أنه لما زوّجه أنفق عليه من مال الله شهرا ثم قال : يا يرفأ احبس عنه ، ودعاني ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد أي بني ، فإنّي لم أكن أرى هذا المال يحلّ لي قبل أن أليه إلّا بحقّه فلم يكن أحرم علي منه حين وليت عليه ، وقد نحلتك (١) من مالي بالعالية ، فانطلق إليه ، فاجدده ثم بعه ، ثم استنفق وأنفق على أهلك.
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفقيه ، أنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد ، وأبو سهل محمّد بن أحمد المروزي ، قالا : أنا أبو الهيثم محمّد بن المكي بن محمّد.
ح وأخبرنا أبو عبد الله أيضا ، أنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد ، أنا أبو علي محمّد بن عمر بن محمّد.
قالا : أنا أبو عبد الله محمّد بن يوسف ، نا أبو عبد الله البخاري ، نا إسماعيل بن عبد الله ، حدّثني مالك ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال :
خرجت مع عمر بن الخطّاب إلى السوق فلحقت عمر امرأة شابّة ، فقالت : يا أمير المؤمنين هلك زوجي وترك صبية صغارا ، والله ما ينضجون (٢) كراعا ، ولا لهم ضرع ولا زرع ، وخشيت أن يأكلهم الضّبع (٣) ، وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاري وقد شهد أبي الحديبية مع النبي صلىاللهعليهوسلم ، فوقف معها عمر ولم يمض ثم قال : مرحبا بنسب قريب ، ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطا في الدار ، فحمل عليه غرّارتين ملأهما طعاما ، وحمل بينهما نفقة وثيابا ، ثم ناولها بخطامه ثم قال : اقتاديه ، فلن يفنى حتى يأتيكم الله بخير ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين أكثرت لها ، فقال عمر : ثكلتك أمك ، والله إنّي لأرى أنا هذه وأخاها قد حاصر حصنا زمانا ، فافتتحناه ، ثم أصبحنا نستفيء (٤) سهمانهما فيه.
__________________
(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».
(٢) بالأصل وم و «ز» : ينضحون كراعا ، والمثبت عن مختصر ابن منظور. والكراع : ما دون الكعب من الدواب.
(٣) الضبع : سبع كالذئب ، والضبع : السنة المجدبة ، وهو المراد هنا. (راجع القاموس المحيط).
(٤) اللفظة بدون إعجام بالأصل وم ، وفي «ز» : «يسقى» والمثبت عن المطبوعة. وفي مختصر ابن منظور : نستقي بينما بهما فيه.