أبو الحسين محمد بن محمد ، وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدثني محمد بن محمد بن أبي قدامة ، عن عثمان بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، قال :
لما حضرت أبا (١) الصديق الوفاة دعا عثمان بن عفان فأملى عليه عهده :
هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة عند آخر عهده بالدنيا خارجا منها ، وأول عهده بالآخرة داخلا فيها ، حين يؤمن الكافر ، ويتوب الفاجر ، إني استخلفت من بعدي عمر بن الخطاب ، فإن عدل فذلك رأيي فيه ، وظني به ، وإن جار وبدّل فالحقّ أردت ، ولا أعلم الغيب ، (وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ)(٢)(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) قال : ولمّا أملى عليه (٣) عهده هذا على عثمان أغمي على أبي بكر قبل أن يسمّي أحدا ، فكتب عثمان : عمر بن الخطّاب ، فأفاق أبو بكر ، فقال لعثمان : لعلك كتبت أحدا ، قال : ظننتك لما بك ، وخشيت الفرقة ، فكتبت عمر بن الخطّاب ، فقال : يرحمك الله ، أما لو كتبت نفسك لكنت لها أهلا ، فدخل عليه طلحة بن عبيد الله فقال لهم (٤) : أنا رسول من ورائي إليك ، تقولون : قد علمت غلظة عمر علينا في حياتك ، فكيف بعد وفاتك إذا أفضت إليه أمورنا؟ والله سائل عنه ، فانظر ما أنت قائل له ، قال : أجلسوني ، أبالله تخوفونني؟ قد خاب من [وطئ من](٥) أمركم وهما ، إذا سألني قلت : استخلفت على أهلك خيرهم لهم ، فأبلغهم هذا عنّي.
وهذا هو المحفوظ ، فأما عليّ فقد روي عنه الرضا ببيعة عمر :
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا داود بن عمرو ، نا يحيى (٦) بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنيّة (٧) ، عن الصّلت بن بهرام ، عن سيّار قال (٨) :
لما ثقل أبو بكر أشرف على الناس من كوّة ، فقال : يا أيها الناس ، إنّي قد عهدت عهدا
__________________
(١) بالأصل «أبي».
(٢) سورة هود ، الآية : ٨٨.
(٣) «عليه» سقطت من «ز» ، وم.
(٤) كذا بالأصل ، وفي م ، و «ز» : فقال له.
(٥) الزيادة عن م و «ز».
(٦) كتبت فوق الكلام بين السطرين في «ز».
(٧) بالأصل : «عتبة» وفي «ز» : «غيينة» والمثبت عن م.
(٨) رواه من هذا الطريق في أسد الغابة ٣ / ٦٦٦ وفيه : «عن يسار» بدلا من «سيار».