فذكرت ذلك لوكيع بن الجرّاح ونحن خاليين فاشتلهاها (١) أبو سفيان وضحك وقال : لم يكن سفيان يبلغ بنا هذا الحد ، ولكنه أفضى إلى معمر ما لم يفض إلينا.
وكنت أقول لسفيان : يا أبا عبد الله أرأيت إن فضّلنا عليا على أبي بكر وعمر ما تقول في ذلك؟ فسكت ساعة ثم يقول (٢) : أخشى أن يكون ذلك طعنا على أبي بكر وعمر ، ولكنا نقف.
قال عبد الرزاق : وأخبرنا ابن التّيمي ـ يعني معتمرا (٣) ـ قال : سمعت أبي يقول : فضل عليّ بن أبي طالب (٤) أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمائة منقبة ، وشاركهم في مناقبهم ، عثمان أحبّ إليّ منه.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون ، أنا الشريف أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرّحمن العلوي ، أنا أبو الحسن علي بن عبد الرّحمن بن أبي السري البكّائي ، نا الحسن بن الطّيّب البلخي ، نا إسماعيل بن موسى الفزاري ، أنا عمرو بن عبد الغفار ، عن حسين بن زيد ، حدّثني سالم مولى أبي الحسين قال :
كنت جالسا مع أبي الحسين زيد بن علي ومعه ناس من قريش ومن بني هاشم وبني مخزوم ، فتذاكروا أبا بكر وعمر ، فكأن المخزوميين قدّموا أبا بكر وعمر ، وزيد ساكت لا يقول لهم شيئا ، ثم قاموا فتفرقوا ، فعادوا بالعشي إلى مجلسهم فقال زيد بن علي : إنّي سمعت مقالتكم وإنّي قلت في ذلك كلمات فاسمعوهن ، ثم أنشد زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب :
ومن فضّل الأقوام يوما برأيهم |
|
فإنّ عليا فضّلته المناقب |
وقول رسول الله والحقّ قوله |
|
وإن رغمت فيه الأنوف الكواذب |
بأنّك منّي يا علي مغالبا |
|
كهارون من موسى أخ لي وصاحب |
دعاه ببدر فاستجاب لأمره |
|
فبادر في ذات الإله يضارب |
فما زال يعلوهم به وكأنه |
|
شهاب تثنى بالقوائم ثاقب |
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل والمطبوعة ، وفي المختصر : فاشتهاها.
(٢) كذا بالأصل والمطبوعة والمختصر.
(٣) كذا ، وهو معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي ، أبو محمد البصري ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٢٤٢ وفيها أنه روى عنه : عبد الرزّاق بن همّام.
(٤) فوقها بالأصل ضبة ، وكأنه ينبه إلى اضطراب العبارة أو إلى ضرورة زيادة كلمة «على».