أخبرنا أبو منصور محمّد بن عبد الله ، أنا ـ وأبو الحسن علي بن الحسين ، نا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، نا إبراهيم بن مخلّد بن جعفر ، نا محمّد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، نا الحسن بن مالك الأشناني ، نا مؤمّل بن الفضل الحرّاني ، نا عنبس (٢) بن يونس ، عن إسماعيل ، عن قيس قال : قال الحسن لأبيه : يا أبة ، أتأذن؟ قال : نعم ، ولا تحن حنين (٣) الجارية ، قال : ذر (٤) العرب حتى يرجع إليها عوازب عقولها ، فو الله لئن كنت في وجار ضبع ليستخرجنّك منه.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا أبو الحسين محمّد بن عبد الله الدقاق ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي ، نا أبو بكر محمّد بن خلّاد الباهلي ، نا عبد الرّحمن بن مهدي ، نا المعلّى بن خالد الرازي ، نا سفيان ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب قال :
لما قتل عثمان خرج علي من الرّبذة في نحو من ثلاثمائة راكب ، فقام الحسن وأراد أن يتكلم فخنقته العبرة ، فقال له علي : تكلم ولا تحن حنين الجارية ، فقال الحسن : إني قد كنت أمرتك ـ أو نهيتك أو أشرت عليك ـ أن للعرب جولة ، ولو قد رجعت إليها عوازب أحلامها (٥) لأتتك ولو كنت في مثل وجار الضبع. فقال : لا أبا لك أفتراني كنت أنتظرك كما ينتظر (٦) الضبع الذئب.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد ، نا محمّد بن عمر ، حدّثني ابن أبي سبرة ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال :
خرجنا مع علي إلى الجمل ستمائة رجل ، فسلكنا على الرّبذة فنزلناها فقام إليه ابنه الحسن بن علي فبكى بين يديه وقال : ائذن لي فأتكلم ، فقال علي : تكلم ودع عنك أن
__________________
(١) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ٧ / ٣٦٨ في ترجمة الحسن بن علي بن مالك ، أبي محمد الشيباني الأشناني.
(٢) كذا بالأصل ، وم ، و «ز» ، والمطبوعة ؛ وفي تاريخ بغداد : عيسى بن يونس.
(٣) رسمها بالأصل وم : «حسن» تصحيف والمثبت يوافق «ز» ، وتاريخ بغداد.
(٤) الأصل وم : «رد العرب» والتصويب عن تاريخ بغداد.
(٥) «عوازب أحلامها» مكانها بياض في م.
(٦) «ك كما يينتظر» مكانها بياض في م.