يستطيع أن يقوم مقامك ، فلو أمرت عمر يصلّي بالناس ، فقال : «أنتن صواحبات يوسف» [٩٠١٩] ، فلما توفي رسول الله صلىاللهعليهوسلم نظر المسلمون في أمورهم فإذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم قد ولّى أبا بكر أمر دينهم ، فولّوه أمر دنياهم ، فبايعوه وبايعت معهم ، فكنت آخذ إذا أعطاني ، وأغزو إذا أغزاني ، فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها في ولده فاختار ولم (١) قال : فأشار بعمر ، ولقد قال في ذلك غير واحد فبايعوه وبايعته معهم ، فكنت آخذ إذا أعطاني ، وأغزو إذا أغزاني ، فلو كانت محاباة عند حضور موته لجعلها في ولده ، فاختار ستة من قريش أنا منهم على أن نختار منا رجلا للأمة ، فكره عمر أن ينتخب رجلا من قريش فيولّيه أمر الأمة فلا يكون من ذلك الرجل إساءة من بعده إلّا لحقت عمر في قبره ، فلمّا اجتمعنا وثب علينا عبد الرّحمن بن عوف فوهب لنا نصيبه على أن نعطيه مواثيقنا أن نبايع لمن بايع من الخمسة ، فأعطيناه مواثيقنا ، فأخذ بيد عثمان فبايعه ، ولقد عرض في نفسي عند ذلك ، فنظرت فإذا عهدي قد سبق (٢) بيعتي ، فبايعت وسلّمت ، فلما قتل نظرت في أمري فإذا الربقة كانت لأبي بكر وعمر في عنقي قد انحلت (٣) ، وإذا العهد لعثمان قد وفيت به ، فإذا أنا رجل من المسلمين ليس لأحد قبلي طلبة ولا حقّ ، فوثب بها من ليس قرابته كقرابتي ، ولا قدمه كقدمي ، ولا علمه كعلمي ، يعني بذلك معاوية.
قالا (٤) : صدقت ، حدثنا بم قتلت هذين الرجلين : يعنيان طلحة والزبير وهما صاحباك في الهجرة ، وفي بيعة الرضوان ، وفي المشورة؟ قال : بايعاني بالمدينة وخالعاني (٥) بالبصرة ، فلو أن رجلا ممن بايع أبا بكر خلعه لقاتلناه ، ولو أن رجلا ممن بايع عمر خلعه لقاتلناه.
أخبرنا أبو الحسن كافور بن عبد الله [الكتبي ، أنا مالك](٦) بن أحمد البانياسي ، نا أبو الحسين بن بشران ـ إملاء ـ أنا أبو علي (٧) أحمد بن الفضل ، عن (٨) عبّاس بن خزيمة ، نا
__________________
(١) كذا بالأصل وم و «ز» والمطبوعة ، ويبدو أنها مقحمة ، أو أن ثمة سقط في الكلام ، وعلى كل حال بها يوجد خلل في المعنى.
(٢) في المطبوعة : سبعت بيعتي.
(٣) في المطبوعة : انجلت.
(٤) يعني بهما : عبد الله ابن الكوّا وقيس بن عباد.
(٥) كذا بالأصل ، وفي م ، و «ز» : وخلعاني.
(٦) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن م ، و «ز» ، والمطبوعة.
(٧) «علي» سقطت من م.
(٨) في م : «بن» تصحيف ، وفي تاريخ الإسلام : أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة. وفي تذكرة الحفاظ ٣ / ٨٩٨ سماه : أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة.