أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو سعيد يحيى بن محمّد بن يحيى الخطيب الإسفرايني ، أنا أبو بحر محمّد بن الحسن بن كوثر ، نا بشر بن موسى ، نا الحميدي ، نا سفيان ، نا يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب قال : قال عمر بن الخطاب : أعوذ بالله من معضلة ، ليس لها أبو حسن (١) علي بن أبي طالب (٢).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا عبيد الله بن محمّد ، نا عبيد الله بن عمر القواريري ، نا مؤمّل ـ يعني ابن إسماعيل ـ أنا ابن عيينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر بن الخطاب يتعوّذ بالله من معضلة ليس لها أبو حسن.
رواها كاتب الواقدي عن القواريري.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو سعيد المفضّل بن محمّد بن إبراهيم الجندي ، حدّثني محمّد بن عبد الملك أبو جعفر الدقيقي ، نا محمّد بن أبي عمر البزاز (٣) ، نا عبد العزيز بن عبد الصّمد ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري قال :
خرجنا حجّاجا مع عمر بن الخطّاب ، فلمّا دخل الطواف استلم الحجر وقبّله وقال : إنّي لأعلم أنك حجر لا تضرّ ولا تنفع ، ولو لا أنّي رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقبّلك ما قبّلتك ، قال : ثم مضى في الطواف ، فقال له علي بن أبي طالب : يا أمير المؤمنين إنّه ليضر وينفع ، فقال له عمر : بم قلت ذلك؟ قال : بكتاب الله ، قال : وأين ذلك من كتاب الله؟ قال : قول الله عزوجل : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى)(٤) قال : لمّا خلق الله آدم عليهالسلام مسح منكبه فخرج ذريته مثل الذرّ فعرفهم بنفسه أنه الربّ وأنهم العبيد ، وأقروا بذلك على أنفسهم ، وأخذ ميثاقهم بذلك ، كتبه في رق أبيض ، قال : وكان هذا الركن الأسود يومئذ له لسان (٥) وشفتان وعينان ، فقال له : افتح فاك ، فألقمه ذلك الرق ، وجعله في موضعه ، وقال : تشهد لمن وافاك بالموافاة إلى يوم القيامة ،
__________________
(١) أقحم بعدها : «عن» قبل : «علي» بالأصل.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٧١ ، وتاريخ الإسلام (الخلفاء الراشدون) ص ٦٣٨ والاستيعاب ٣ / ٣٩ وطبقات ابن سعد ٢ / ٣٣٩.
(٣) في م : البزار.
(٤) سورة الأعراف ، الآية : ١٧٢.
(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، والمختصر ، وفي المطبوعة : لسانان.