قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإحاطة في أخبار غرناطة [ ج ٣ ]

الإحاطة في أخبار غرناطة [ ج ٣ ]

373/456
*

يخيب لها السّعي. ولله درّ القائل : [الكامل]

لله بالإنسان في تعليمه

بوساطة القلم الكريم عنايه

فالخطّ خطّ والكتابة لم تزل

في الدهر عن معنى الكمال كنايه

وما أقرب ، يا سيدي ، هذه الدعوى لشهامتك ، وكبر هامتك : [الكامل]

لو كنت حاضرهم بخندق بلج

ولحمل ما قد أبرموه فصال

لخصصت بالدعوى التي عمّوا بها

ولقيل : فصل جلاه الفصال

وتركت فرعون بن موسى عبرة

تتقدّ منه بسيفه الأوصال

فاحمد الله الذي نجّاك من حضور وليمتها ، ولم تشهد يوم حليمتها. وأما اعتذارك عما يقلّ من تفقّد الكنز ، ومنتطح العنز ، فورع في سيدي أتمّ من أن يتّهم بغيبة ، ولسانه أعفّ من أن ينسب إلى ريبة ، لما اتّصل به من فضل ضريبة ، ومقاصد في الخير غريبة ، إنما يستخفّ سيدي أفرط التّهم ، رمي العوامل بالتّهم ، فيجري أصحّ مجرى أختها ، ويلبسها ثياب تحتها ، بحيث لا إثم يترتّب ، ولا هو ممن تعتب (١) ، وعلى الرجال فجنايته عذبة الجنا ، ومقاصده مستطرفة لفصح أو كنى. أبقاه الله رب نفاضة وجرادة ، ولا أخلى مبرده القاطع من برادة ، وعوّده الخير عادة ، ولا أعدمه بركة وسعادة ، بفضل الله. والسلام عليه من وليّه المستزيد من ورش وليه ، لا بل من قلائد حليه ، محمد بن فركون القرشي ، ورحمة الله وبركاته.

فراجعه المترجم بما نصه ، وقد اتّهم أن ذلك من إملائي : [البسيط]

يا ملبس النّصح ثوب الغشّ متّهما

يلوي النّصيحة عنه غير منتكص

وجاهلا باتخاذ الهزل مأدبة

أشدّ ما يتوقّى محمل الرّخص

نصحته فقصاني فانقلبت إلى

حال يغصّ بها من جملة الغصص

بالأمس أنكرت آيات القصاص له

واليوم يسمع فيه سورة القصص

ممّن استعرت يا بابليّ هذا السّحر ، ولم تسكن بناصية السحر ، ولا أعملت إلى بابل هاروت امتطاء ظهر ، ومن أين جئت بقلائد ذلك النّحر؟ أمن البحر ، أو مما وراء النهر؟ ما لمثل هذه الأريحيّة الفاتقة ، استنشقنا مهبّك ولا قبل هذه البارقة الفائقة ، استكثرنا غيّك ، يا أيها الساحر ادع لنا ربّك. أأضغاث أحلام ما تريه الأقلام ، أم في لحظة تلد الأيام فرائد الأعلام؟ لقد عهدت بربعك محسن دعابة ، ما فرعت شعابه ، أو

__________________

(١) في الأصل : «تعتبه» وقد صوبناه لتستقيم السجعة.