حاله : من كتاب «طرفة العصر» : نسيج وحده في الخير والعفاف ، ولين العريكة ، ودماثة الأخلاق ، إلى بعد الهمّة ، وجمال الأبّهة ، وضخامة التّجنّد ، واستجادة المركب والعدّة ، وارتباط العبادة. استعان على ذلك بالنّعمة العريضة بين منادية إليه بميراث ، ومكتسب من جرّاء المتغلّب على الدولة صهره ابن المحروق معياشة لبنته. ونمت حال هذا الشهم النّجد ، وشمخت رتبته حتى خطب للوزارة في أخريات أيامه ، وعاق عن تمام المراد به إلحاح السّقم على بدنه وملازمة الضّنا لجثمانه ، فمضى لسبيله ، عزيز الفقد عند الخاصّة ، ذائع الثّناء ، نقي العرض ، صدرا في الولاة ، وعلما في القوّاد الحماة.
وفاته : توفي بغرناطة ليلة الجمعة الثامن والعشرين لجمادى الآخرة عام خمسة وأربعين وسبعمائة. وكانت جنازته آخذة نهاية الاحتفال ، ركب إليها السلطان ، ووقف بإزاء لحده ، إلى أن ووري ، تنويها بقدره ، وإشادة ببقاء الحرمة على خلفه. وحمل سريره الجملة من فرسانه وأبناء نعمته.
ومن الكتّاب والشعراء
نزهون بنت القليعي (١)
قال ابن الأبّار (٢) : وهو فيما أحسب أبو بكر محمد بن أحمد بن خلف بن عبد الملك بن غالب الغسّاني ، غرناطية (٣).
حالها : كانت (٤) أديبة شاعرة ، سريعة الجواب ، صاحبة فكاهة ودعابة. وقد جرى شيء من ذلك في اسم أبي بكر بن قزمان (٥) ، والمخزومي الأعمى (٦) ، وأبي بكر بن سعيد (٧).
__________________
(١) ترجمة نزهون في المغرب (ج ٢ ص ١٢١) والمقتضب من كتاب تحفة القادم (ص ٢١٦) والذيل والتكملة (ج ٨ ص ٤٩٣) والتكملة (ج ٤ ص ٢٥٨) وبغية الملتمس (ص ٥٤٦) ورايات المبرزين (ص ١٥٩) ونفح الطيب (ج ٦ ص ٦٩).
(٢) التكملة (ج ٤ ص ٢٥٨). وانظر أيضا : الذيل والتكملة (ج ٨ ص ٤٩٣).
(٣) في التكملة : «من أهل غرناطة».
(٤) النص في التكملة (ج ٤ ص ٢٥٨) والذيل والتكملة (ج ٨ ص ٤٩٣).
(٥) هو أبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الملك بن قزمان ، وقد ترجم له ابن الخطيب في الجزء الثاني من الإحاطة.
(٦) هو أبو بكر المخزومي الموروري ، وقد ترجم له ابن الخطيب في الجزء الأول من الإحاطة.
(٧) أغلب الظن أنه أبو بكر محمد بن سعيد بن خلف بن سعيد ، وقد ترجم له ابن الخطيب في هذا الجزء.