أردت (١) إلى أمير المؤمنين أفسدت عليه لذّته ونغّصت عليه مأدبته فقال : إليكم عني ، فإنّي عاهدت الله ألا أخلو بملك إلّا ذكّرته الله عزوجل ، فبعث إلى كلّ واحد من الوفد بجائزة ، كانوا عشرة ، وبعث إلى خالد مثل جميع ما وجه إلى جميع الوفد.
رواه جعفر بن محمّد الفريابي ، وأحمد بن عبد العزيز بن الجعد الوشاء ، عن إسحاق بن البهلول الأنباري ، عن أبيه بهذا الإسناد نحوه.
وقال : وهو حيث يقول عدي بن زيد أخو بني تميم.
ورواه يوسف بن يعقوب بن إسحاق البهلولي عن جده عن أبيه بإسناده نحوه وقال : وهو حيث يقول أخو بني تميم عدي بن سالم .... (٢) العدوي ، وزاد في الشعر في آخر الأبيات :
ثم بعد الفلاح والملك والإمة (٣) |
|
وارتهم هناك للقبور |
ثم صاروا كأنهم ورق جفّ |
|
فألوت (٤) به الصبا والدبور |
وقد ذكرت ذلك في ترجمة خالد بن صفوان (٥).
أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله قال :
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم العلوي ، أنا أبو الحسن (٦) رشأ بن نظيف المقرئ ، أنا أبو محمّد الحسين بن إسماعيل المصري ، أنا أبو بكر أحمد بن ....... (٧) ، نا أحمد بن يوسف ، نا محمّد بن سلّام الجمحي ، عن الأصمعي.
أن النعمان بن امرئ القيس الأكبر وهو الذي بنى الخورنق ركب يوما وأشرف على الخورنق ، فنظر إلى ما حوله ، فقال لمن حضره : هل علمتم أحدا أوتي مثل ما أوتيت؟ فقالوا : لا ، إلّا رجلا منهم ساكت لا يتكلم ، وكان من حكمائهم فقالوا له : ما لك لا تتكلم ، فقال : أيها الملك إن أذنت لي تكلّمت ، فقال : نعم ، قال : أرأيت ما جمعت أشيء هو لك لم يزل ولا تزول؟ أم هو شيء كان لمن قبلك زال عنه وصار إليك؟ وكذلك يزول عنك؟ فقال : لا ،
__________________
(١) الأصل : أدركت ، والمثبت عن م والأغاني.
(٢) غير واضحة بالأصل وم.
(٣) إلامة : النعمة ، وفي شعراء النصرانية : والنعمة بدل والإمة.
(٤) ألوت به : أي ذهبت به.
(٥) بعدها في م : آخر الجزء الرابع والثلاثين بعد الثلاثمائة.
(٦) الأصل : الحسين ، تصحيف.
(٧) اللفظتان غير واضحتين بالأصل ، ورسمهما : «بعدوى المللى» ولسوء التصوير في م غير واضحتين.