والميقات والجبر والمقابلة والمنحرفات وأسباب الأمراض وعلامتها ، وعلم الاسطرلاب والزيج والهندسة والهيئة وعلم الايماطيفي وعلم المزاول وعلم الأعمال الرصيدية وعلم المواليد الثلاثة وهي الحيوان والنبات والمعادن ، وعلم «استنباط المياه وعلاج البواسير وعلم التشريح وعلاج لسع العقرب ، وتاريخ العرب والعجم.
ومن مأثور ذلك الزمن عن علماء الأزهر ، ان العلم مقصود لذاته وان طالبه يجب أن يتجرد عن ملاهي الدنيا ، ولا يتطلع لحطامها ، وهو قول كان له قديما أحسن الأثر في نفوس الأزهريين ، الذين أحبوا العلم حبا جما ، وقنعوا بما ساق الله إليهم من الرزق ، وعاشوا عيشة راضية يحدوها التقشف والزهد ، وكلهم موضع احترام الكبير والصغير.
وهذا التصور يتمثل في تقديم العلوم ، ففي رأسها توجد العلوم النقلية مثل علم التوحيد والفقه والحديث والتصوف ، ثم تأتي بعدها العلوم العقلية مثل علوم اللغة والعروض والبلاغة والمنطق وعلم الهيئة ، ولم يدرس علم الهيئة إلا لأغراض عملية ، مثل علم التقاويم وتحديد مواقيت الصلاة ، ومن العلوم العقلية أيضا الأدب والتاريخ والجغرافيا والعلوم الطبيعية والرياضة ، ولكن أهملت دراستها منذ القرون الوسطى ، وإذا درست فإنما تدرس في الأزهر حوالي عام ١٨٢٧ م قبل سفره إلى «سانت بطرسبرج» إنه لا يعرف أحدا قبله ، قرأ في الأزهر ما قرأه هو من مقامات الحريري والمعلقات مع شرح الزوزني ، ولم تتأثر الجامعة الأزهرية بالعلوم المدنية التي جاءت إلى مصر من أوروبا في القرن التاسع عشر وأثرت فيها تأثيرا قويا.
وأخذ القول بحرمة بعض العلوم العقلية يتسرب شيئا فشيئا إلى الأزهر كما تسرب إلى غيره من الجوامع الاسلامية الأخرى حتى انتهى الأمر باهمال تدريسها اهمالا تاما ، ويخبرنا الجبرتي بذلك فيقول : انه تولى حكم مصر عام ١١٦١ ه أحمد باشا كور ، وكان ولعا بالعلوم الرياضية «فلما استقر