١١٣٣ ه حفظ القرآن وأحب العلوم على اختلاف أنواعها فتفوق في العلوم الدينية واللغوية كما تفوق في الرياضيات والفلك والمنطق ومال للصوفية فأخذ العهد على يد (الشيخ البكري) ودرس كل علم على مشاهير عصره ولازم (الشيخ أحمد الصعيدي) وكان بمثابة معيدا له يلخص دروسه ويوضح ما غمض منها (وهو عمل المعيد بالنسبة للأستاذ الآن في الجامعة) وكان عالما محققا حقق كثيرا من كتب التراث وكان يكره السطحية في العلم ويوصي تلاميذه بالتعمق وقراءة أمهات الكتب.
وأحبه الشيخ البكري فزوجه إحدى بناته وتولى المشيخة سنة ١١٩٢ ه وكان ذا مكانة بين العلماء ولهذا لما أراد (إبراهيم بك) أن يولي (الشيخ عبد الرحمن العريشي) مشيخة الأزهر ثار العلماء واعتصموا بمسجد الأمام الشافعي والتف حولهم الناس وطالبوا ان يكون الشيخ العروسي هو شيخ الأزهر فنزل على رغبتهم ولما عاد (الشيخ محمد المصيلحي الشافعي) من الحجاز أغراه أعوانه أن يطلب المشيخة لنفسه فهو أحق بها وسايرهم واقتحم المدرسة الصلاحية ودرس بها وكانت وقفا على شيخ الأزهر فثار عليه العلماء ولكن الشيخ العروسي هدأ من ثورتهم وترك الشيخ المصيلحي يدرس بها احتراما لعلمه ومنعا للفتنة.
كان الشيخ العروسي قوالا للحق لا يحب الجدال العقيم وكانت شفاعته مقبولة لدى الحكام وكان الأمراء يستشيرونه ويستفتونه في مسائلهم ورفض أن تأتي جنود من خارج مصر لحفظ الأمن وبين للوالي (إسماعيل بك) خطر ذلك فعمل بنصيحته وطالب بزيادة أرزاق الجند المصريين فقاموا بواجبهم ولما طغى (أحمد أغا) الوالي على أهل الحسينية لجأ إليه الناس فقام معهم وأقنع (إسماعيل بك) يعزله اتقاء للفتنة فعزله.
ولما اشتد الغلاء وضج الناس بالشكوى ذهب الى (الوالي حسن باشا) واتفق معه على وضع (تسعيرة للخبز واللحم والسمن) وخرج المحتسب ليعلن في الأسواق السياسة التموينية الجديدة ويهدد من يخرج عليها فزالت الغمة.