أخبرنا أبو عبد الله بن البنّا ، نا القاضي أبو الحسين بن المهتدي ، نا أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الخضر ، أنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن محمّد بن أبي حصين الهمداني ـ بالكوفة ، قراءة عليه ـ نا القاسم ـ يعني ابن محمّد الدلال ـ نا محمّد بن إسحاق البلخي ، حدّثني عبد الرّحمن بن مغراء ، عن مجالد ، عن الشعبي ، قال :
ما سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك (١) :
فكفّ (٢) يديه ثم أغلق بابه |
|
وأيقن أنّ الله ليس بغافل |
وقال لأهل الدار : لا تقتلونهم (٣) |
|
عفا الله عن كلّ امرئ لم يقاتل |
فكيف رأيت الله صبّ عليهم |
|
العداوة والبغضاء بعد التواصل |
وكيف رأيت الخير أدبر بعده |
|
عن (٤) الناس إدبار النعام الجوافل |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، أنبأ أبو الحسين محمّد بن علي بن محمّد ، أنا عبيد الله بن محمّد بن أبي مسلم ، أنبأ عثمان بن أحمد بن السمّاك ، نا إسحاق بن إبراهيم بن سنين ، نا عبد الله بن المعلى ـ يعني الكوفي ـ عن عبيد الله بن محمّد ، عن أبيه ، قال : قال رجل من الأنصار في عثمان :
فكفّ يديه ثم أغلق بابه |
|
وأيقن أنّ الله ليس بغافل |
وقال لأهل الدار : ألّا تقاتلوا |
|
عفا الله عن ذنب امرئ لم يقاتل |
فكيف رأيت الله ألقى عليهم |
|
العداوة والبغضاء بعد التواصل |
وكيف رأيت الخير أدبر بعده |
|
عن الناس إدبار النعام الجوافل |
وقد رويت هذه الأبيات للمغيرة بن الأخنس :
أخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ أبو طاهر بن المخلّص ، أنا أحمد بن عبد الله بن سيف ، أنا السّري بن يحيى ، أنبأ شعيب بن إبراهيم ، أنبأ سيف بن عمر ، قال : فقال المغيرة بن الأخنس :
كفّ يديه ثم أغلق بابه |
|
وأيقن أنّ الله ليس بغافل |
وقال لأهل الدار : لا تقتلوهم |
|
عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل |
__________________
(١) الأبيات في الأغاني ١٦ / ٢٣٣.
(٢) الأغاني : كفّ.
(٣) الأغاني : وقال لمن في داره : لا تقاتلوا.
(٤) الأغاني : وولى كإدبار النعام الجوافل.