لما كان يوم الدار أرسل عثمان إلى علي فدعاه ، فأراد إتيانه ، فتعلقوا به ومنعوه ، فلما حيل بينه وبين ذاك ألقى عمامة عليه سوداء عن رأسه ، ونادى بأعلى صوته : اللهمّ إنّي لا أرضى قتله ، ولا آمر به.
قال : وأنا الدارقطني ، نا عبد الوهاب بن أبي حية ، نا يعقوب بن شيبة ، نا أحمد بن يونس ، نا ابن المبارك ، نا عاصم الأحول قال : سمعت أبا فزارة العنزي ، وأبا عبد الله الشيباني ، وكانا شيعة لعلي يقولان :
نشهد شهادة يسألنا الله عنها يوم القيامة أنّا سمعنا عليا يقول : ما قتلت ، ولا أمرت ، ولا شاركت ، ولا رضيت ـ يعني قتل عثمان ـ.
قال : وأنا الدارقطني ، نا محمّد بن حمدويه المروزي ، نا أبو الموجّه ، نا عبدان ، عن أبي حمزة ، عن إسماعيل.
[ح](١) قال : ونا الدّارقطني ، قال : ونا علي بن عبد الله بن الفضل ـ بمصر ـ نا أحمد بن محمّد بن العرّاد أبو عيسى ، نا محمّد بن علي الشقيقي ، قال : سمعت أبي يقول : أنا أبو حمزة (٢) ، عن إسماعيل بن (٣) أبي خالد ، عن حصين الحارثي قال : أخبرتني سرّية زيد بن أرقم.
أن عليا دخل على زيد بن أرقم يعوده في مرض له ، فوجد عنده قوما يتحدّثون ، فقال لهم : صه ـ أو أنصتوا ـ والله لا تسألوني عن شيء حتى أقوم إلّا أخبرتكم به ، فقال له زيد بن أرقم عند ذلك : أنشدك بالله ، أنت قتلت عثمان؟ قال : فأطرق علي ساعة ثم قال : لا والذي فلق الحبة ، وبرأ النسمة ما قتلته ، ولا أمرت بقتله. وقال عبدان : صه أي أنصتوا.
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، نا ابن الصّوّاف ، نا عبد الله بن أحمد ، نا أبي ، عن [يحيى بن](٤) عبد الملك (٥) بن
__________________
(١) «ح» حرف التحويل أضيف عن م و «ز».
(٢) هو محمد بن ميمون ، أبو حمزة السكري المروزي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٧ / ٣٨٥.
(٣) الأصل : «عن» تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».
(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن م و «ز».
(٥) بالأصل : عبد الله ، تصحيف ، والتصويب عن م ، و «ز».
انظر ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ١٦٣.