ميمون ، نا محمّد بن عبد الله بن أبي يعقوب ، عن الوليد بن مسلم أبي بشر ، عن جندب بن عبد الله ، قال :
بلغني عن حذيفة أنه ينال من أمير المؤمنين ، فلقيته ، فقلت له ، فقال : أمّا إنّهم سيقتلونه ، قال : قلت : فأين هو؟ قال : في الجنّة ، قال : قلت : فأين قاتله؟ قال : في النار.
قال : ونا يعقوب (١) ، نا أحمد بن عبد الله بن يونس ، حدّثني أبو معاوية ، عن حجّاج الصواف (٢) ، عن حميد بن هلال ، عن يعلى بن الوليد ، عن جندب.
أنه دخل على حذيفة فقال : قد ساروا إلى هذا الرجل ـ يعني عثمان ـ قال : يقتلونه والله ، قال : قلت : فأين هو؟ قال : في الجنّة ، قال : قلت : فأين هم؟ قال : في النار.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا أبو منصور بن شكرويه ، أنا أبو بكر بن مردويه ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا معاذ بن المثنّى ، نا مسدّد ، نا إسماعيل ـ هو ابن عليّة ـ أنا يونس بن عبيد ، عن الوليد أبي (٣) بشر ، عن جندب بن عبد الله ، قال :
بلغني عن حذيفة بعض الشيء ذكره في عثمان ، فغدوت عليه ، فاستأذنته ثلاثا ، فلم يؤذن لي ، فرجعت ، فأدركني الرسول ، فردّني ، فأذن لي ، فدخلت ، فقال : ما رجعك؟ قلت : استأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي ، فظننتك نائما ، قال : ما كنت لأنام حتى أعلم من أين تطلع الشمس ، ثم قال : ما غدا بك؟ قلت : بعض الشيء ، بلغني أنك ذكرت به أمير المؤمنين عثمان ، فقال : وما أنكرت من ذاك؟ فقلت : أنكرت ذاك من مثلك لمثله ، فقال : أما إنّهم قد ساروا إليه ، وهم قاتلوه ، قلت : أين هو إن قتلوه؟ قال : في الجنة ، قلت : في الجنة؟ قال : إي والله ، قلت : فأين قتلته؟ قال : في النار ، قلت : في النار؟ قال : إي والله ، قال : ثم يكون فتنة لأنا أعلم بها مني بطريق قربة كذا وكذا ، أو طريق قرية كذا لقريتين من قرى المدائن ، وكان عاملا عليهما ، قلت : فما تأمرني؟ قال : انظر الذي أنت عليه اليوم فالزمه ، ولا تفارقه فتضلّ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد المقرئ ، وأبو البركات يحيى بن الحسن بن الحسين المدائني ، وأبو بكر محمّد ، وأبو عمر (٤) عثمان
__________________
(١) المعرفة والتاريخ ٢ / ٧٦٢.
(٢) كذا بالأصول ، وفي المعرفة والتاريخ : الطواف ، تصحيف ، وهو حجاج بن أبي عثمان الصواف ، ترجمته في تهذيب الكمال ٤ / ١٥٩.
(٣) الأصل : «بن» تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، وم.
(٤) كذا بالأصول ، وفي مشيخة ابن عساكر ١٣٥ / أ: عمرو.